القاهرة ـ رنا سلام
شهدت مكتبة الاسكندرية، الأحد، في إطار الفعاليات الثقافية لمعرضها الدولي "للكتاب"، محاضرةً حول كتاب "سيد إبراهيم، رائد الخط العربي"، تحدث فيها مؤلف الكتاب، الدكتور محمد حسن، وأدارها الأستاذ خالد هنو.
وأكد حسن، أنّ سيد إبراهيم يمثل مرحلة مهمة في تاريخ مصر، حيث لا يمكن فصل تاريخ فنان عن تاريخ الأمة نفسها.
وأوضح أنّه من خلال عمله في مركز "الخطوط والكتابات" في مكتبة "الإسكندرية"؛ فإنه يعمل في مشاريع بحثية محددة، كان أولها ديوان "الخط العربي" في مصر وتلاها كتاب "سيد إبراهيم".
وأشار إلى أنّ مكتبة "الإسكندرية"، تنظم معرضًا متنقلًا لأعمال سيد إبراهيم، وبدأ المعرض في الشارقة ولاقى إقبالًا كبيرًا من طرف طلاب سيد إبراهيم في الخليج، منوهًا إلى أنّ المعرض سينظم خلال الشهر المقبل في المتحف "الوطني" في موريتانيا.
وتناول حسن خلال الفعالية، بعض المشاكل التي تواجه دراسات الخطوط وتوثيقها، مبينًا أنّ بعض الفترات التاريخية، مثل فترة العصر العثماني؛ ثريةً بالأعمال التي لم يتم دراستها وتوثيقها بشكل كافٍ، كما أنّ السير الذاتية يتم التعامل فيها مع أعمال الفنان فقط، من دون الالتفات إلى محاور مهمة، مثل حياة الفنان ونشأته وأسرته ومنزله وقراءاته وهكذا.
كما أبرز، أنّه لا يوجد قسم لدراسة الخطوط العربية حتى الآن في الجامعات المصرية، لافتًا إلى أنّ فن الخط يجب أن يدرس وفقًا للجزء التاريخي، الفني، اللغوي، والأثري، ولا تستقيم أية دراسة إلا إذا توافر فيها كل تلك المحاور.
ونوّه إلى أنّ سيد إبراهيم ولد في منطقة عرب اليسار في القاهرة عام 1897، وتوفي عام 1994، وهو لم يتحرك كثيرًا لكنه تفاعل مع القاهرة ذاتها، حيث أثر عليه زخم المكان الذي ولد فيه؛ نظرًا لأنه مُشبع بالآثار المملوكية والعثمانية: سبيل أبو عباس، ومسجد المسبح، وبذلك حوّل المكان إلى منطقة يمكن أن تكون بؤرة للفنون الإسلامية.
وأضاف أنّ الزمان أيضًا كان له أثر كبير على سيد إبراهيم، حيث كان هناك اهتمام مباشر بالآثار الإسلامية من طرف الأفراد والدولة، وتم تأسيس لجنة لحفظ الآثار العربية في تلك الفترة.
واستكمل حديثه عن حياته، مشيرًا إلى أن نشأته كانت قاسية، إلا أنه حوّل تلك المعاناة إلى موهبة وعمل، فاستطاع أن يوجد له بصمة، ليس فقط في كتاباته؛ وإنما في شخصه أيضًا.
وعرض مجموعة كبيرة لأعمال وخطوطه، ومنها كتابات وأشعار ولوحات الشوارع وعناوين الكتب والمجلات والصحف مثل: الأهرام والمصور والمستقبل وشيخ الصحافة.
وشدد على وجود "خط عربي مصري"، وهي مدرسة مصرية خالصة ظهرت في الفترة الفاطمية واكتملت في العصر الأيوبي، وازدهرت في العصر المملوكي، تأثرًا بالمدرسة العثمانية التقليدية في اسطنبول