وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية

أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية العدد (162) من سلسلة كتاب الأمة، والذي حمل عنوان (مسلمو تايلاند التاريخ .. والمستقبل) لمؤلفه السيد محمد داود سماروه. ويشتمل الكتاب الجديد على تسعة فصول: الأول عن حضارة المسلمين في الملايو، ويدور الفصل الثاني حول مملكة فطاني تاريخياً وجغرافيا وحضارياً، فيما يسلط الفصل الثالث الضوء على الوجود الإسلامي في تايلاند بين الماضي والحاضر، ويستعرض الفصل الخامس مكونات المجتمع التايلاندي من حيث الديانات والعقائد والثقافات واللغة، والبعد الثقافي والفكري لمسلمي تايلاند. ويناقش الفصل السادس من الكتاب دور مؤسسات التربية والتعليم الإسلامي في بناء الوعي،بينما يلقى الفصل السابع الضوء على حجم المشكلات والتحديات على المستوى الاجتماعي والسياسي.. أما الفصل الثامن فيرتكز على جسور التواصل مع العالم الإسلامي، ويطرح الفصل التاسع رؤية مستقبلية حول رسالة المسلمين في المجتمع التايلاندي ومشروعات صناعة المستقبل. وقال السيد عمر عبيد حسنة، مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إن كتاب الأمة الجديد يسعى إلى تقديم خارطة كاملة ومستوفية للمجتمع التايلاندي، وبيان المسالك الصحيحة للعمل من خلال التأكيد على أهمية الوجود الإسلامي في نهضة تايلاند ودوره الكبير تاريخياً. وأشار السيد حسنة، في مقدمة الكتاب، إلى دور مؤسسات التعليم الإسلامي وبالأخص جامعة فطاني في إدراك دورها الرسالي، وتحسين اختيار مناهجها لتصبح ملائمة لإنسانها ومجتمعها وتعمل على توطينها، مضيفاً : من الأهمية بمكان أن تفتح مؤسسات التعليم أبوابها لكل المواطنين ، مسلمين وغير مسلمين، ليتعرفوا على قيم الإسلام، عن قرب، وهدفها الإنساني الرفيع القائم على التعايش المجتمعي. ويؤكد الكتاب أن التاريخ الإسلامي راسخ في تايلاند، ويعرض المشكلات والتحديات التي تواجه المسلمين، بالإضافة إلى رؤية واضحة حول آفاق التعاون وجسور التواصل الحضاري، على مستوى الفرد المسلم، ومع مكونات المجتمع، محلياً؛ حيث التشارك والتفاعل والسعي لبناء المشترك وميثاق المواطنة، والتعاون على الخير في مواسم الخير كشهر رمضان وأشهر الحج وغيرها. ويخلص الكتاب إلى تقديم رؤية مستقبلية، تتضمن تصوراً لرسالة المسلمين في المجتمع التايلاندي من خلال إحياء دور المسلمين في بلادهم ، والاعتماد على التعليم لبناء القاعدة العلمية والتقانيّة، التي تقوم على أرض صلبة من التعليم الجيد والتربية البانية الرشيدة والبحث العلمي المبتكر المبدع. كما يدعو الكتاب إلى إعداد جيل مثقف واع مؤمن بدوره وبقضايا أمته، ينتمي إلى العمل الدعوي المؤسسي؛ ويتخذ منه سبيلاً للنجاح والبقاء والقدرة على التنافس في العالم المتغير. الأمر الذي يتطلب الكثير من التنظيم والتخطيط ومد وتعزيز جسور التواصل بين مسلمي تايلاند ومجتمعهم وبينهم وبين العالم الإسلامي. ويحث الكتاب الجديد على التعاون للتعامل مع التحديات وإمكانية تجاوزها برسالة الحنيفيّة السمحة، من خلال رؤية وسطية وفلسفة اعتدالية تنسجم والدور المرتجى من المؤسسات الإسلامية للدعوة الإسلامية.