صورة ارشيفية

بتكليف خاص من سلسلة "المائة كتاب/آفاق عالمية"- التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة- انتهى الأديب والمترجم العراقي عبد الهادي سعدون من ترجمة جديدة كاملة- عن الأصل الأسباني- لديوان "الأغاني الغجرية".. أهم أعمال الشاعر الأسباني الشهير فيدريكو غارثيا لوركا.

و"الأغاني الغجرية" التي ستصدر قريبا هي رائعة شعرية نادرة من روائع القرن العشرين، بل التاريخ الشعري أجمع.. هي فورة الروح والجسد، واشتعال الشهوات المتناقضة الكامنة في الحضور الإنساني، وهي- في نفس الوقت- إيقاعات العنفوان والذهول التي يرقص على وقعها الإنسان المنساق إلى مصيره، بوعي أو بلا وعي.

تجربة شعرية فريدة تخاصم الذهنية والتأمل، وتتفجر بالدهشة والمفاجأة التي لا تنفد أو تستهلك، وترجمة تتسم بالدقة والرهافة في آن، فتنطوي على النكهة اللاذعة، الدامية لشعرية لوركا الفريدة.

وفي مقدمته للديوان، عرض سعدون لأهم الأطروحات المتعلقة بمقتل لوركا، وأهم أعماله الإبداعية في المجال الشعري والمسرحي، قبل أن يعكف على تقديم قراءة نقدية في النهج الشعري للديوان الشهير، وخصوصيته في الشعر الأسباني، مشيرا إلى المزج بين الطابع الحكائي والشعرية الطاغية، وحضور الشخصيات التاريخية والدينية القادمة من أزمان قديمة إلى زمن القصيدة، فضلا عن الرمزية العالية الممتزجة بوقائع الحياة المألوفة.

ومن ناحية أخرى، يقدم المترجم- المقيم في مدريد منذ نحو 15 عاما- رصدا للترجمات العربية الكاملة، أو المجتزأة، للديوان، حتى لو كانت قد تمت عن لغات وسيطة كالإنجليزية والفرنسية.. مشيرا إلى الترجمات العربية الأكثر قربا لروح لوركا، ولا تزيد- من وجهة نظره- عن ترجمتين اثنتين.

من المعروف أن فدريكو غارثيا لوركا - الذي ينتمي إلى جيل الـ 27 الأدبي الشهير بأسبانيا - قد ولد عام 1889، وقتل برصاص قوات الفالانخا التابعة للجنرال فرانكو في مكان مجهول عام 1936.

وقد كتب في المسرح أعمالا عديدة منها: "عرس الدم"، "يرما"، "بيت برناردا آلبا"، وغيرها، وله إصدارات شعرية عديدة، منها: "كتاب القصائد" (1921)، "قصيدة الغناء العميق" (1921)، "نشيد إلى سلفادور دالي" (1926)، "الأغاني الغجرية" (1928)، "شاعر في نيويورك" (1930)، "بكائية من أجل إغناثيو سانشيث مخيّاس" (1935)، "ديوان التماريت" (1936).

أما المترجم عبدالهادي سعدون، فهو شاعر وروائي ومترجم عراقي يقيم في مدريد ـ إسبانيا، منذ عام 1993، وهو مختص بالآداب واللغة الإسبانية، نشر كتبا عدة في الشعر من بينها "ليس سوى ريح" (2000) و"حقول الغريب" (2011)؛ وفي القصة والرواية من بينها "انتحالات عائلة" (2003) و"مذكرات كلب عراقي" (2012).

وكمترجم، نشر أكثر من عشرين كتابا في الشعر والرواية والنقد، من بينها مختارات شعرية للشعراء الإسبان أنطونيو ماتشادو، خوان رامون خمينث، بيثنته الكساندر، رافائيل البرتي، كما ترجم ثلاث أنطولوجيات شعرية إسبانية معاصرة في الأعوام 2000 و 2004 و 2011.