كتاب

صدر عن الهيئة العامة للثقافة في مصر كتاب مدينة " اسيوط " من تأليف عثمان فيض الله الذى كان يعمل مدرسًا للتاريخ بمدارس أسيوط، وألف ونشر كتابه هذا في عام 1940، أعادنا هذا الكتاب إلى أسيوط في عصرها الذهبي، وقدم للطبعة الجديدة الأستاذ سعد عبد الرحمن .
وفي صفحات هذا الكتاب "اسيوط" تلك المدينة المتسعة مبعثرة المباني والتي تبلغ مساحتها 25926 كم² محتلة بذلك المركز التاسع بين محافظات مصر من حيث المساحة وأكبر مدينة في صعيد مصر، كان ولا يزال لموقعها آثار ونتائج هامة وبعيدة المدى؛ أثّرت في تطور المدينة وعملت على نموها ورقيها؛ فتوسط موقعها كان سببًا في قيام قناطر أسيوط التي تغذى ترعة الإبراهيمية والتي سهّلت المواصلات بين أسيوط وبين بلاد الشاطئ الشرقي كلها مما أكسب أسيوط شهرة فائقة وصيتًا ذائعًا.
كما قامت المدينة الأصلية على ربوة مرتفعة تشرف على ما حولها من الأراضي الزراعية وبذلك لا تطغى عليها مياه النيل وقت الفيضان فتغرقها، وإن لزائر المدينة أن يلمس ذلك عن ركوبه للسيارة واختراقه للمدينة مبتدئًا من النيل، إذ يلاحظ أنه قد ارتفع به مسافة تتراوح من ستة أمتار إلى تسعة أمتار، كذلك ارتفاع وسط المدينة (البلدة القديمة)، وبين المدينة القديمة والحديثة ترى انخفاضا متسعًا .
ولعل متسلق الجبل الغربي الذى يحتضن أسيوط، أن يستمتع برؤية المقابر التاريخية ورؤية المدينة من قمة الجبل في منظر بهيج جذاب بمآذنها الكثيرة وقبابها مختلفة الأشكال والأحجام وعماراتها الباذخة الأنيقة وأشجارها اللفاء.
مدينة أسيوط الحالية ما هي إلا وليدة مدينة مصرية قديمة أطلق عليها المصريون القدامى اسم سيوط، وكانت عاصمة القسم الثالث عشر في الوجه القبلي وعلى هذا المنوال استمرت المدينة يطلق عليها اسم سيوط طوال تاريخ الفراعنة، وتغير اسم المدينة بعد ذلك وتطور أيام حكم البطالمة لمصر فنسيت كلمة سيوط الأصلية وأطلق عليها الإغريق مدينة ليكوبوليس ومعناها الذئب، واستمر الحال أثناء الحكم البطالمة والرومان ثم الفتح العربي عام 640 م، فنقل العرب اسم المدينة القديم ونطقوه أسيوط أو سيوط، ومن ذلك يتضح لنا أن اسم المدينة العربي الحالى ما هو إلا اسم المدينة الفرعوني المصري القديم .