المرحلة العربية الإسلامية من تاريخ طب العيون

تناول كتاب “المرحلة العربية الإسلامية من تاريخ طب العيون” من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب لعام 2014 وإعداد نشأت الحمارنة واكتمال رجب كل ما يعرفه المختصون عن هذه المرحلة لكنه يحتوي فقرات تنشر لأول مرة.
كما ضم الكتاب تلخيصا للابحاث التي قدمها الحمارنة منذ عام 1976 وفيه ايضا بعض الحقائق التي اكتشفت جراء مقارنة النصوص المحققة واستخراج حقائق لا يعرفها الباحثون.
يحتوي الكتاب خلاصة مختصرة عن تراث العرب في علم طب العيون ويتناول الأخطاء التاريخية الموجودة في بعض المصادر والمراجع, والصعوبات الناجمة عن عدم اعتماد صيغة موحدة للاسم العربي والاضطراب في تحديد التواريخ والاحالات التي حاول جمع أكبر عدد ممكن منها والتي لجأ إليها المشتغلون في حقل تاريخ الطب العربي.
قسم الكتاب إلى ثلاث أقسام الأول اهتم بالتعريف بالموضوع /طب العيون العربي/ مشيرا إلى أنه رغم بساطة الأمر في أن العرب أسهموا في تطور سائر العلوم وكان لهم الفضل الكبير لكن ذلك في الواقع استغرق قرنين من الزمن حتى أصبحت هذه المسالة مسلما بها في الأوساط الاوروبية وكلف جهدا كبيرا من العلماء
المؤرخين المتسمين بالأمانة والنزاهة.
أما القسم الثاني المؤلفات والمؤلفون تحدث عن البداية بهذا المجال حتى عصر حنين منتصف القرن التاسع الميلادي لافتا إلى أن الممارسة الطبية في الشام والعراق ومصر كانت على مستوى رفيع ابان الفتح الاسلامي وظلت على هذا الحال حتى العصر الأموي وبدايات العصر العباسي حيث كانت جمهرة الأطباء من السكان الذين توارثوا المهنة أو تعلموها عند بعض الأطباء الاساتذة أو في الأديرة وذلك كان سائدا في طول البلاد وعرضها وجلهم من السريان والأقباط وعليهم اعتمد الحكام والولاة واتخذوا منهم أطباءهم كما المؤلفات بعد عصر التأسيس والمعجمات الطبية.
وبالنسبة للقسم الثالث من الكتاب الذي ضم المحتوى العلمي للتراث المكتوب لفت إلى أنه عرض بعض اهم ما تمت معرفته من المؤلفات ولكن ما تزال هناك مكتبات تحتفظ بمخطوطات عربية لا يعرف عنوانها أو مؤلفها وفي هذه الأوراق والأجزاء المبتورة قد نجد بعض ما يبحث عنه ويغني المعلومات عن التراث ألا وهو
الاجزاء المهمة من المؤلفات الضائعة مثلا.. جراحة حنين وجراحة الرازي وغرائز الرازي ومؤلفات ابن الهيثم الطبية وتطرق هذا القسم عبر أبوابه إلى علم التشريح ووظائف العين وعلم الأمراض وعلم حفظ الصحة وأسباب الأمراض والأعراض والتشخيص والمعالجة والجراحة وأخيرا إلى مكانة الكحال وخلقه وسلوكه
المهني.
وأشار معدا هذا الكتاب إلى تأخر صدوره أكثر بكثير من المتوقع وإلى أسفهما عن رحيل العديد من الأساتذة والأصدقاء الذين انتظروه زمنا طويلا إلى العالم الآخر وحوت الطبعة الأولى من الكتاب المصادر والمخطوطات والمراجع بشقيها العربية والاجنبية التي اعتمد عليها بالاضافة إلى الاساتذة الذين كتبوا باليونانية والذين جاء ذكرهم في الكتاب بالاضافة إلى الكشاف والفهرس.