باريس -أ ش أ
"رسائل يحملها الدخان"، ديوان صدر مؤخرا باللغتين العربية والفرنسية، عن دار "لارماتان" في باريس، للشاعر المصري شريف الشافعي ، وهو الديوان الثامن في مسيرة الشافعي الشعرية، وترجمته إلى الفرنسية الشاعرة والكاتبة المصرية الفرانكفونية، المقيمة في كندا، منى لطيف.
يأتي الديوان في 120 صفحة، وينقسم إلى عنوانين؛ الأول "ساقي خشبية.. قلبي ثمرة"، ويضم 77 مقطعا قصيرا.. والقسم الثاني بعنوان "الماء فكرة في السماء"، ويتضمن 30 مقطعا، تتفاوت بين القصر والطول ، وتبرز لوحة الغلاف - التي صممتها إسراء شريف (عمرها 11 عاما) - بعض الوجوه المحتملة لتلك الرسائل الملموسة والإلكترونية، التي قد يحملها الدخان، فضلا عن كون "الدخان" بحد ذاته رسالة أعمق، بتشكلاته وانبعاثاته في الفضاء، التي تتجلى أحيانا كحروف مقروءة، ورموز دالة، وتبدو أحيانا مجرد إيحاءات إنسانية غامضة ، أما ظهر الغلاف، فيضم نبذة عن الشاعر، بالفرنسية، وقائمة إصداراته السابقة، ومقطعا شعريا من النص.
تعتمد "قصيدة النثر"، في كتاب الشافعي الجديد، الاختزال سبيلا لها، وتكاد بعض النصوص تصير "برقية وامضة" من كلمات قليلة، حيث تسعى القصيدة إلى أن تكون هي ماهية الحالة، وليست توصيفا لها أو تعبيرا عنها من الخارج.
الفعل الشعري دائما خارج المجاز، ومن قلب الحدث، ولربما هو الحدث ذاته.. يقول الشافعي في أحد المقاطع: "ذبت مرة في ماء الأرض، لأتلصص على أحلام الحشائش/ لم أشاهد بوضوح غير رقصتها، عند اقتراب قدميك".