المنيا - جمال علم الدين
نظرًا لما أصبحت تمثله وسائل الإعلام الجديد من أهمية جعلتها تنافس الصحف والقنوات التلفزيونية، أصدر الدكتور عبد المحسن حامد عقيلة الأستاذ بقسم الإعلام التربوي في جامعة المنيا كتابه "الإعلام الجديد وعصر التدفق الإخباري" في ديسمبر 2014، متناولًا من خلاله الأثر الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي في طريقة التناول الإعلامي للوسائل التقليدية.
وخلال 275 صفحة تم تقسيمهم إلى 9 فصول، تعرض الدكتور عبد المحسن إلى مفهوم الإعلام الجديد وسماته واختلافه عن الإعلام التقليدي، وما هي طريقة التعاون بين النوعين من الإعلام؟ وكيف تطورت الأخبار واختلفت طريقة تناولها في ظل تقدم وسائل الاتصال؟ وكيف أصبح الجمهور صانع أخبار بعدما كان مجرد متلقي؟ كما خصص الكاتب الأربعة فصول الأخيرة من كتابه لعرض نتائج الدراسة الميدانية التي أجراها على الجمهور، وصاحب الرسالة الإعلامية، إلى جانب الدراسة التحليلية للمواقع الإلكترونية لبعض القنوات الإخبارية.
تناول الكاتب في مقدمة كتابه أبرز النقاط التي جعلت من وسائل الإعلام الجديد المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي، منبرًا مختلفًا لرصد الأحداث ومتابعتها، مما جعل وسائل الإعلام التقليدية تعتمد عليها في كثير من الأحيان، فأحيانًا تعرض بعض القنوات الفضائية تعليقات متابعيها على صفحات "فيسبوك" و"تويتر"، وقد تعتمد على تلقي الاتصالات الهاتفية، أو رسائل المحمول القصيرة sms، وقدرت إحدى الدراسات التي اعتمد عليها الكاتب دخل القنوات الفضائية منها بما يزيد على 4.5 مليار دولار.
وأشار الكاتب إلى بداية الاعتماد على المواطن الصحافي الذي قد يوثق حدثًا من خلال كاميرته الخاصة، أو كاميرا هاتفه المحمول، وينشره عبر حسابه على أي من مواقع التواصل الاجتماعي، وكان ذلك مع الأحداث التي شهدتها منطقة المحلة عام 2008 قبل ثورة يناير، والتي اعتمدت القنوات الإخبارية على معرفة ما يجري بها من خلال مدونة أحد الأشخاص، كما حدث مع الأحداث التي أعقبت الانتخابات الإيرانية في 2009، حين منعت خلالها السلطات الإيرانية مراسلي القنوات التلفزيونية والصحف من التغطية، واعتمدت أغلب الفضائيات العالمية على حسابات النشطاء الإيرانيين على "تويتر" ومقاطع الفيديو التي يبثونها على "يوتيوب"