"التجديد والتأصيل في عمارة المجتمعات"

أصدرت مكتبة الإسكندرية الطبعة الثانية من كتاب "التجديد والتأصيل في عمارة المجتمعات الإسلامية"، من تأليف الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية بعد انتهاء الطبعة الأولى وزيادة الإقبال على شرائها.
ويحلل الكتاب تجربة جائزة الأغا خان للعمارة، المشروعات الفائزة بجائزة الأغا خان للعمارة، عبر تسع دورات، على مدار خمس وعشرين عاما هي عمر الجائزة.
وقسم المؤلف الكتاب إلى ثلاث أقسام، القسم الأول: استعرض من خلاله المشروعات المعمارية الفائزة بجائزة أغا خان للعمارة على مدار تسع دورات، أما القسم الثاني: تناول المؤلف من خلاله البناء المعماري لمكتبة الإسكندرية إحدى المشروعات الفائزة بجائزة الدورة التاسعة، أما القسم الثالث: فقد اشتمل علي ملاحق تتضمن اللجان التوجيهية للجائزة وتشكيلات لجان التحكيم والفائزون وكيفية ومعايير الحصول على الجائزة التي تعد من كبريات الجوائز المعمارية في العالم.
ويتصدى الكتاب لأهم التحديات التي تجابه المعماريين في المجتمعات الإسلامية، ألا وهي قضية التجديد والتأصيل في التعبير المعماري، بكل ما تتضمنه من مفاهيم للحداثة والتراث، وللاستمرارية الحضارية مع المعاصرة.
وكانت تجربة الأغا خان للعمارة تجربة رائدة في هذا الميدان، فهي لم تكتفي بإفراد أكبر جائزة معمارية في العالم وقدرها نصف مليون دولار تعطى مرة كل ثلاث سنوات لأحسن المشروعات الإسلامية في العالم الإسلامي، بل ساندت هذا ببحث علمي دءوب ولقاءات فكرية أرست منهجاً للعمل والبحث يستحق التقدير.
وأفرد الكتاب صفحاته لتأريخ دقيق لتجربة الجائزة عبر أكثر من 25 عام، منتهياً إلى عام 2004 ثم لوصف لجميع الجوائز باعتبارها أفضل ما وجدته لجنة التحكيم بين المئات من المشروعات التي عرضت عليها، وباعتبارها تمثل باقة رائعة من الأفكار والتطبيقات، شملت الترميم والتطوير، والتنمية الاجتماعية والإسكان الشعبي، كما شملت تنسيق المواقع والعمارة بمفاهيمها الواسعة والإبداعية.
ثم جاءت ملحقات الكتاب مبينة للمعايير التي استعملتها لجنة التحكيم في تقويم المشروعات ومسجلاً لشيء من الحوار الفكري داخل مؤسسة الجائزة حول مفهوم النقد المعماري.
ويتضح جلياً من هذا الكتاب أن الازدواجية الشائعة بين الحداثة والتراث لا يمكن أن يستبعد طرف منها. فرفض الحديث ما هو إلا استسلام لانتحار بطئ، كما إن إنكار التراث هو إنكار للذات، مؤداه التخبط في الضياع.
بات المخرج الوحيد هو التأكيد على الاستمرارية الحضارية عن طريق التجديد مع التأصيل.