تُنظِّم مكتبة "ألف"، السبت المقبل، في تمام السابعة مساءً، حفل توقيع رواية "النوم مع الغرباء" لبهاء عبدالمجيد، والتي صدرت عن دار الربيع العربي للنشر والتوزيع. وتحكي الرواية أسطورة "المسيح الأسود" في السجون الأميركية، والتي أراد المؤلف من خلالها، أن يتحدث عن الحياة داخل المجتمع الأميركي، الذي تنظر إليه المجتمعات على أنه قدوة العالم، وأرضه أرض الأحلام. ولم يجد الأميركي الأسود، مادوا، الأفريقي الأصل، طريقة ليعبر بها عن الاضطهاد والعنصرية التي تعرض لها السود الأفارقة في زمن الاستعباد الأبيض سوى اختراع خرافة مثيرة تقول، إن "النبي عيسى عليه السلام كان أسود البشرة، وولد لعائلة زنجية هاجرت إلى فلسطين، قبل مولده بسنوات قليلة". وتدور أحداث الرواية داخل السجون الأميركية، في مشهد مع البطل المصري باسم، الذي تقابل داخل السجن مع مادوا، هذا الأميركي الأسود، ذا البنيان الجسماني القوي، الذي ينام عاريًا تمامًا، وعلى ظهره صليب طويل، من بداية كتفيه حتى نهاية ظهره، وألقت الشرطة القبض عليه، وهو يجوب الشوارع الأميركية، مناديًا بنشر الدين الجديد، والنبي الحقيقي لهذا الدين، وهو المسيح الأسود. وتتناول الرواية التناقض والازدواجية التي تسود العالم العربي في تلك الأيام، وهروب الشباب المصري إلى أميركا للخلاص من ازدواجية الأفكار والسلوكيات، ليقابلوا عالمًا أشد قسوة ومرارة، وهو عالم المال والنساء. وفي نهاية الرواية يعود بطلها الباحث عن الحلم الأميركي بعدما فقد الحلم، ساخطًا على أرض الأحلام الوهمية، ليبدأ حياة أخرى على أرض مصر، وسط التسليم بالواقع المُر، ليكتشف أن عالمه أهون من الحياة في بلاد لا ترحم الكسالى كالعرب، أو من لا ينتمي إلى العرق الأوروبي. ومع ذلك، فما زال الحلم يراوده في أن يترك البلد في أقرب فرصة تأتيه ليعيد التجربة المؤلمة ذاتها من جديد، ويذهب إلى بلاد الأحلام والعنصرية ويترك بلاد الفقر والازدواجية. يذكر أن بهاء عبدالمجيد، هو كاتب وناقد ويدرس الأدب الإنكليزي في جامعة عين شمس، وسبق أن صدرت له مؤلفات عدة، وهي؛ "سانت تريزا"، و"خمارة المعبد"، و"ورق الجنة".