كتبت : هبه موسى -
عقد مركز "النيل" في محافظة بورسعيد، في إطار فعاليات مبادرة "أحترم عالمي"، التي ينفذها بالتعاون مع "جمعية أصدقاء البيئة"، ندوة بعنوان "ثقافة الاحترام و قبول الآخر"، استضاف فيها إيهاب الدسوقي، عضو الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية، ورئيس "جمعية أصدقاء البيئة"، و الشيخ محمد الحديدي، كبير أئمة أوقاف بورسعيد.
وافتتحت الندوة ميرفت الخولي، مديرة مجمع إعلام بورسعيد، بالتأكيد على أهمية المبادرة، في العمل على عودة الأخلاق المصرية الأصلية، وعلى رأسها ثقافة الاحترام وقبول الآخر، إلى سلوكيات و تعاملات المواطنين في حياتهم اليومية. وأشار إيهاب الدسوقي إلى أن منظمة "اليونسكو" أصدرت مجموعة من القيم، أكدت أنها مشتركة بين الإنسانية كلها، وسمتها بأ"القيم النشيطة"، وأوصت بأن تتضمنها كل مناهج التعليم في العالم، وجاءت قيمة الاحترام أول هذه القيم. وأضاف: "يجب أن يحظى الاحترام بأهمية كبرى في حياتنا، غير أننا أعتدنا، للأسف، أن نرى عكس ذلك، فالبعض منا لا يحترم البعض الآخر، والبعض لا يحترم الوقت، والبعض لا يحترم النظام أو القانون".
وأضاف: "هناك العديد من الأمثلة التي نراها أمام أعيننا، عن عدم الاحترام، سواء في الطرقات، من خلال تجاوز بعض السائقين لأنظمة المرور، أو في العمل، من خلال تجاوز بعض الموظفين أو المديرين للأنظمة، أو حتى في الحوار أو الحديث مع الطرف الآخر، أو بين أفراد الأسرة الواحدة، وهكذا تتعدد حالات عدم الاحترام لدينا، حتى أصبح هذا الأمر جزءًا من حياتنا، بل جزءًا من هويتنا، التي نقدم بها أنفسنا للآخرين، في حين أصبح المحترمون قلة، بل أصبحوا وكأنهم غرباء، أو عملة نادرة في مجتمعنا، وإننا نحتاج اليوم إلى كثير من المبادرات المجتمعية التطوعية، لنشر ثقافة الاحترام في مجتمعنا".
وتناول الشيخ محمد الحديدي في الحديث ماهية الاحترام، كقيمة إنسانية عامة، أولتها البشرية عناية واهتمامًا، لكن الإسلام أعطاها مكانة كبيرة، جعلتها تمتد، لتشمل كثيرًا من العلاقات التي تربط المسلم بغيره، بل امتدت لتشمل المجتمع والعلاقات الاجتماعية، والإسلام أولى هذه القيمة أهمية كبيرة، وربطها بتصرفات وسلوك يضمن تحقيقها، ديانة وعبودية لله تعالى، وليس مجرد قيمة أخلاقية مجردة، لا يثاب الانسان عليها. وقد تعددت صور الاحترام في الإسلام، لتشمل احترام الذات، واحترام الوالدين، واحترام المرأة، واحترام المجتمع، وقيمه، واحترام العلماء، واحترام غير المسلمين، بحفظ كرامتهم وآدميتهم.
وفي ختام الندوة، اقترح المشاركون، من متدربى الفرقة الرابعة في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، عددًا من الموضوعات، التي يجب أن تتناولها مبادرة "أحترم عالمي"، مثل احترام المسنين، وظاهرة أطفال الشوارع، والرفق بالحيوان، واحترام أصحاب الحرف، وذوي الاحتياجات الخاصة.