القاهرة – اسامة عبدالصبور
تحوّلت الندوة التي كان مقرر انعقادها مساء الأحد، في المركز الدولي للكتاب، التابع للهيئة المصرية العامة للكتاب لمناقشة رواية "الطلياني" للكاتب التونسي شكري المبخوت، إلى ندوة لتأبين الكاتب المصري جمال الغيطاني، والذي رحل عن عالمنا صباح الأحد بعد رحلة طويلة مع المرض.
وعقدت الندوة التي نظمتها الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج بالتعاون مع الجمعية المصرية للنقد الأدبي مساء الأحد في المركز الدولي للكتاب لتصبح أول ندوة تأبين للكاتب الراحل جمال الغيطاني، بحضور عدد من الكتاب والنقاد، بمشاركة الدكتور صلاح فضل، والدكتور مصطفى الضبع، والدكتورة أماني فؤاد وأدارها الدكتور هيثم الحاج.
وصرّح الحاج، "بأن هذه أولى الندوات التي تقيمها هيئة الكتاب بالتعاون مع الجمعية المصرية للنقد الأدبي، وقد تحوّلت لتأبين الكاتب الكبير جمال الغيطاني، هذا الرجل الذي تنوعت عطاءاته بين الكتابة عن الحرب، والإصدار الصحفي الذي أصبح مثالًا يحتذى به، وكتاباته وخاصة في التراث الإسلامي المصرى الذي يبرز الهوية المصرية وهو أهم ما قدمه جمال الغيطاني".
وقال الناقد الدكتور صلاح فضل "فقدنا اليوم واحدًا من بناة الأدب العربي الحديث ، ومن حاملي راية الإبداع بعد الجيل الرائد الأول . تردد كل صباح ومساء على كتب، وأسفار ومجلدات في التراث القديم، والمدونات الحربية الكبرى وكتب مدونات التاريخ، وقد تغلب جمال الغيطاني على تجربة السجن المريرة عن طريق حفظ التاريخ وابتكار أسلوب جديد للقصة، وهو أسلوب المدونات وكان يحاكي الأحداث باقتدار وهذه نقطة أساسية وكان هو المنطلق لأسلوب الغيطاني في المجال الأدبي، ويظهر هذا جليًا في كتاب التجليات الذي صدر في أجزاء ثلاثة، نرى فيه روح الغيطاني وقصة المرحلة الناصرية بأكملها، وقصة الحياة المصرية الدقيقة وكل ذلك محفور بمنتهى السلاسة" .
وأضاف فضل: "الكاتب الذي ينجح في القبض على الشخصية والسمات الأساسية المكونة لها، ويقبض على ذرات التاريخ ويجسد روح هذا الوطن وضميره الحقيقي، فلابد أنه نجح في تمثيل وطنه، وتجليات الغيطاني مثل لهذا الإنجاز العظيم.
وعن لغة الغيطاني قال فضل: "في أعماله الأخيرة (متون الأهرام ودفاتر التكوين) ارتقى بلغته الشعرية إلى مستوى يضارع في قدرته استسقاء اللغة العربية وتجسيد جماليتها."
وقالت الناقدة الدكتورة أماني فؤاد: "إنه ليس مثل المتصوفة العادية ولكنه كانت عينه طول الوقت على الواقع".
وتابعت أما عن كتابات الغيطاني "أبرز علاقة البشر بالحجر، فمن خلال الحجر استطاع رسم التجليات الإبداعية، وكان يقف على كل المشاهد البسيطة ومزج بين فنون الحضارات المختلفة ونفض بإبداعه التراب عن هذا التراث ليبرز جمالياته".
وذكر الناقد الدكتور مصطفى الضبع: "الغيطاني يكتب بقدر ما يقرأ، قرأ التراث كما قرأ الأدب العالمي ، قرأ الأحجار وحين كتب كان هو الغيطاني نسيجًا متفردًا".
وتابع الضبع " نجاح الكاتب بالنسبة للناقد أن يمده بالجانب المعرفي وهذا ما تفعله النصوص العظمى ، فإذا أردتم أن تتعلموا النقد تعلموا قراءة اللوحات الصامتة ، وقد قدم الغيطاني برنامجًا كان يقف يتأمل اللوحة ويقرأها فقراءة الصامت غير الناطق يمكن أن تكشف لك الكثير".