القاهرة – مصر اليوم
صدر حديثا عن "الآن" -ناشرون وموزعون بعمّان- مجموعة قصصية جديدة للقاص ناصر الريماوي تحت عنوان "وردة لصيف واحد"، امتازت بلغتها الجزلة بعيدًا عن التراكيب والمفردات التي تحمل تعقيدا ينأى بذهن القارئ عن جو النص.
أبحر الريماوي بأسلوب خاص في عالم القص، مما ميز ملامح النص لديه بنسيج فني متماسك يمس الواقع بمحاكاة فذة، ووعي بالمكان، كشف عن تعلق الكاتب به.
"وردة اللقاء" كما ورد في إهدائه كانت على ما يبدو وراء عنوان المجموعة، التي ظهرت أشواكها سريعًا في النص الأوّل من الكتاب وهو: "رجم الشوك"، بمطلع يستجدي ذكرى أفصح عنها استخدامه للفعل الماضي: "بهذا كتبت لهم"، موصولة بالحاضر فـ"هذا" تشير إلى القريب.
وكما ورد في نص "دالية الوقف": "كلّ هذا وهنّ لا يعرفن سرّ الدالية حتى تُزَفّ الواحدة منهن إلى مخدع العمر، فتخرج ليلتها بسرّها العظيم، لعشرين سنة- بعد رحيل بهيّة، وهي تطرح حصرمًا"، فقد استخدم في قصّه الفعل المضارع وجعله يعبّر عن حدث حصل في زمن ماضٍ دون أن يختل المشهد في ذهن القارئ.
وقد ضمّت المجموعة ثمانية عشر نصًا، منها: أنوار المخيّم، المضيفة، زهرة المارجريت، شارع خلفي، غابة للسهر، فضاء المرسم المهجور، عين على البرواز.
وكتبت رولا سرحان على غلاف الكتاب الخلفي الذي تمّ إصداره بالشراكة مع دار أزمنة: "في زمن تكاد فيه القصة القصيرة تفقد قيمتها الأدبيّة من حيث اللغة والفكرة، نجد في كتابات ناصر الريماوي ما يعيد إلينا الأمل بأن عوالم اللغة غزيرة وبأنّ الأفكار ما زالت فيّاضة، هذا بالضبط ما تمتاز به نصوصه؛ جزالة في اللغة، وفي الوقت نفسه عفويتها وطلاقتها وقدرتها على إصطحابك إلى عوالم متعدّدة تنبع من عالم واحد، حتى لتحسب أنك بطل من أبطال قصصه وأنك ضائع فيها".
ولد ناصر فالح الريماوي في بيت ريما، وأقام في الزرقاء، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة دمشق، وقد عمل في مجال تخصّصه العلمي والأكاديمي في الأردن وفي السعوديّة، وفي مجال فن القصة، صدر له مجموعتان قصصيتان هما: "جاليريا" و"ميرميد".