القاهرة - مصر اليوم
يتأثر التلاميذ دائما بأساتذتهم، وقد يصل هذا التأثر إلى حد الهوس ومحاولة الاقتداء بهم فى كل قول وفعل، إلا أن البعض تنجح محاولاته فى الإفلات من شرك الوقوع ضحية لمحاولة الوصول إلى مكانة الأساتذة بالتحول إلى صور منهم، وهكذا كان الكاتب جمال الغيطانى فى علاقته بالروائى العالمى نجيب محفوظ الذى تأثر به كثيرا ودفعه ذلك التأثر إلى الكتابة عنه والاستعانة به مثالا فى شتى أحاديثه، ومحاولة كشف تفاصيل حياته فى أكثر من تجربة تليفزيونية وكتابية.
وبالرغم من شدة تعلق الكاتب جمال الغيطانى بمثله الأعلى نجيب محفوظ إلى أنه حرص دائما على التمسك بشخصيته ككاتب، وفى ذلك قال إن علاقته بالروائى العالمى أساسها الانبهار الإنسانى بروائى كبير، وإن ذلك الانبهار بدأ منذ كان فى الرابعة عشر من عمره، وأن علاقتهما توطدت حتى أن اعتبره أبيه، وكاتم أسراره.
وامتدت علاقة الكاتب جمال الغيطانى بالروائى نجيب محفوظ إلى أبعد من مجرد الإعجاب بكاتب مفضل، إلى اعتبار كتاباته تبث فكرا لابد من الاستعانة به للتنبؤ بالأزمات وتجنب وقوعها أو الخروج منها دون أثر. وقال الكاتب جمال الغيطانى فى أحد أحاديثه الصحفية:"لو كان عبد الناصر قرأ روايات نجيب محفوظ لكان حذر من حدوث ما حدث فى النكسة، فالأديب يرى بعين شاملة ورؤية بانورامية أوسع، أما السياسي فيركز على التفاصيل فقط".
ومن بين محاولات إثبات الولاء لمعلمه الأول، قام الكاتب جمال الغيطانى بعدة تجارب يخلد بها الأديب العالمى نجيب محفوظ، كان من بينها تقديمه لبرنامج "قاهرة نجيب محفوظ" الذى قدم من خلال حلقاته نماذجا للأماكن التى لعبت أدوار البطولة فى روايات الأديب الراحل، فجابت كاميرا برنامجه فى حوارى وأزقة وشوارع مصر القديمة، وكان يتناول أثناء بث الحلقات حياة محفوظ ويعرض جوانب شخصيته التى ارتبط بمصر وأماكنها.
كما أصدر الكاتب جمال الغيطانى فى 2013 كتابا عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان "نجيب محفوظ يتذكر"، كان بمثابة سيرة ذاتية وحياتية عن الأديب الكبير الراحل، الذى كتب مقدمة الطبعة الأولى من الكتاب بنفسه عام 1987 والتى قال فيها "هذا الكتاب أغنانى عن التفكير فى كتابة سيرة ذاتية لما يحويه من حقائق جوهرية وأساسية فى مسيرة حياتى، فضلا عن أن مؤلفه يعتبر ركنا من سيرتى الذاتية".
وتناول الكاتب جمال الغيطانى فى الكتاب أيضا عددا من روايات الأديب نجيب محفوظ، والأماكن التى عاش وتأثر بها والعديد من ذكرياته.