جذب معرضان استضافهما مركز محمود مختار الأنظار على مدار الأيام العشرة الماضية. وانتهى أمس معرض لمحبي الفن التشكيلي استضافه المركز استعرض تحت أسم "رحلة 50 سنة فن" للفنان سيد سعدالدين في قاعة "نهضة مصر"، ومعرض المثال محمد العلاوي بقاعة "إيزس" تحت عنوان "رحلة محمد العلاوي". وقال الفنان الدكتور صبري منصور إن العلاوي لم يلجأ إلى تقليد الفن المصري القديم حين استقى منه روحه الخالصة وعبيره الفواح، لافتا إلى أن أسلوب العلاوي اعتمد على الاختيار الواعي والمحسوب من ناحية، والبساطة والتلقائية من ناحية أخرى. وأضاف أنه يعيش في اختياره صدق تجربة الفنان ونقاءها من شوائب التقليد والإبتداع، ليبلور في نهاية الأمر أسلوبا خاصا يجمع بين الشكل الواقعي والتجريدي والرمزي في نسيج متقن. أما عن الفنان سيد سعد الدين، فكتب الناقد الفني الدكتور نعيم عطية: "من الأحلام ما تتصف بالتجسيم والوضوح حتى أنك تستطيع أن تحكيها بكل تفاصيلها عندما تستيقظ، وتستطيع أن تنقلها إلى لوحتك إذا كنت رساما، وهذا ما يحدث في لوحات سيد سعدالدين فهي في حقيقتها أحلام مجسمة، وواقع بكل ما يحتويه الواقع من بشر وحيوان وحجر وضوء ومراكب وشراع وماء وهواء". وأضاف أن منهج سيد سعد الدين التشكيلي بالأخص يقوم على ارتشاف المنظر اليومي في كل تفاصيله ثم إجراء العديد من عمليات الحذف والتبسيط والتجريد وإعادة التشييد والبلورة والإبقاء في النهاية على ما هو جوهري فحسب واستشفاف ما وراء الظاهر العابر من إيماءات دفينة ومعاني بعيدة المرامي.