الإسكندرية ـ أحمد خالد
نظمت مكتبة الإسكندرية ضمن الفاعليات الثقافية لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب ندوة بعنوان "السخرية عند الشعب المصري"، بحضور كل من الشاعر ياسر قطامش والفنان ورسام الكاريكاتير عمرو فهمي. وأدار اللقاء عضو مجلس إدارة اتحاد كُتاب مصر الشاعر جابر بسيوني. أكد جابر بسيوني في بداية اللقاء أن السخرية تحتاج إلى ثقافة ووعي وسمو فكر فوق الآخر، مبيناَ أن إحدى الدراسات الجامعية أثبتت أن من أوائل الفنون المصرية في حضارتنا الفرعونية كان فن الكاريكاتير، وأن فن الرسم على الجدران يعتمد على الكاريكاتير. وأكد أننا في حاجة شديدة إلى مثل هذه الفنون الساخرة في هذه الآونة. وأوضح عمرو فهمي أن الكثير يعتقد أن فن الكاريكاتير جاء من الغرب ولكن هذا ليس صحيح على الإطلاق، فالكاريكاتير أصله فرعوني صميم، مبيناَ أنه أصدر كتاب بعنوان "الكاريكاتير الفن المشاغب .. أصوله ومدارسه"، وقد استعرض فيه لوحات وبرديات العصر الفرعوني والمكونة من رسوم كاريكاتيرية. وأضاف أن الفن التشكيلي ظهر في قوة أثناء ثورة 25 كانون الثاني / ينايرالعام 2011 متمثلاَ في فن الجرافيتي الذي سجل ما حدث لحظة بلحظة، وقامت الهيئة العامة للكتاب بإصدار كتاب ملون يحتوي على الرسومات الأولية لفن الجرافيتي لتسجيلها قبل أن تُطمس، ففن الكاريكاتير يتناول حياتنا بشكل عام وخاص وهو دائما ممزوج بالسياسة ويتناول كل ما يهتم به المواطن المصري ويعرض مشاكله أمام المسؤولين. وأكد أن الكاريكاتير كان له دور مهم قبل قيام ثورة 25 كانون الثاني / ينايرالعام 2011، حيث إنه قد رسم وزير المال الأسبق يوسف بطرس غالي على هيئة دراكولا يمتص دماء الشعب المصري، وعمل مع الكاتب الكبير أحمد رجب في مجموعة رسوم "فلاح كفر الهنادوة" لمدة 3 سنوات تناول فيها العديد من الوزراء والرئيس المخلوع. وبسؤاله عن حقيقه وجود توجه سياسي لتوجيه فكرة من خلال الكاريكاتير، أكد فهمي أنه لا يوجد ذلك حاليَا، ولكن رؤساء تحرير الصحف القومية دائمَا ما يكون لديهم تحفظ على ما يُنشر. أما عن إمكانية ابتكار عمرو فهمي لشخصية مثل فلاح كفر الهنادوة تُعبر عن المواطن المصري بعد ثورة 25 كانون الثاني / ينايرالعام 2011 أكد أنه قام بابتكار شخصية تُسمى "أبو سريع السريع ضيف تحت الطلب " وهي شخصية تعشق الظهور الإعلامي. وأشار ياسر قطامش إلى أن الشعب المصري ساخر بطبيعته ولكن الله قد اختص بعض المواهب لتترجم هذه السخرية إلى فن. وأكد أن التاريخ المصري الحديث ملئ بالساخرين العظماء ومن أشهرهم الشاعر حفني ناصف الذي أسس جمعية للساخرين وأسماها جمعية "الُمستحمرين"، وهناك أيضَا الشاعر الكبير محمود غنيم وأستاذ السخرية بيرم التونسي والشاعر محمد مصطفى حمام. وعن أصل الشعر الحلمنتيشي وسبب تسميته بذلك الاسم، أكد قطامش أن الشاعرحسين شفيق المصري هو مؤسس الشعر الحلمنتيشي وهو من أطلق هذا المُسمى على الشعر الذي يمزج بين الفصحى والعامية، فكان دائمَا يكتب شعره الفكاهي أثناء جلوسه في إحدى المقاهي في منطقة الحلمية فأسماه بهذا الاسم نسبة إلى الحلمية. وبسؤال الشاعر جابر بسيوني عن كتاب "جوزي مافيش منه" أحدث إصدارات قطامش، أوضح أن هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من القصص والمقالات نُشرت في صحيفة أخبار اليوم تحت عنوان "يوميات موكوس ابن ملحوس"، وهو يعبر عن الحياة الزوجية التي دائمَا ما تكون مادة خصبة لفنان الكاريكاتير وللشاعر الساخر لسبب تكرار الأحداث بها، كما قال إنه بصدد إصدار ديوان يسمى "حماريات".