القاهرة ـ سعيد فرماوي
انطلق معرض تشكيلي بعنوان "ملامح بدوية" للفنانة التشكيلية لينا عبدالفتاح, في مقر مكتبة الحضارة في سبيل "قايتباى" بشارع شيخون في القلعة, الاثنين, ويستمر المعرض حتى 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
ويهدف المعرض إلى إلقاء الضوء على أهمية دور المرأة في مجتمعات البدو من خلال طرح رؤية تشكيلية لحياة السيدة البدوية.
وأبدعت الفنانة لينا في معرضها "ملامح بدوية" الذي تتضمن مشاهد من الحياة اليومية للمرأة البدوية, وأشكال الأزياء والحلي, وعرض أهم الصناعات اليدوية القائمة على السيدات والفتيات, كما تتضمن بعض المناظر الأثرية للقاهرة الفاطمية.
واستخدمت الفنانة خامات التصوير المتنوعة من الباستيل والإكرليك والرصاص والأحبار؛ لتأكيد التضاد بين الأسود والأبيض, في عمل تناغم بين الظل والنور, كما كانت الخطوط الصريحة والصاخبة هي أدوات الفنانة في تأكيد فكرة الصلابة والتحمل, مؤكدةً ذلك بضربات الأقلام التي اتسمت بالقوة والجرئة, كما يتجلى تمكن الفنانة من أدواتها في دراسة العناصر الفنية والغوص في تفاصيلها الدقيقة.
وعلى هامش المعرض أقيمت ندوة بعنوان "فنون البدو" وألقت لينا الضوء على حياة البداوة وما فيها من قساوة السطح والمناخ موضحة كيف انعكس ذلك على فنونهم وكيف كانت الحياة في "البادية" تتيح للبدو ممارسة نمط حياتهم التقليدي بعيدًا عن مؤثرات التمدن.
كما تضمنت الندوة الحديث عن أهم أعمال المستشرقين الذين تناولوا حياة البدو في أعمالهم؛ حيث تأثرت الفنانة بأسلوب المستشرقين الألمان لنيرت ولاندرك في أحد لوحاتها المعروضة.
وفي سياق متصل، أوضحت لينا أهمية "الفنون البدوية التشكيلية" التي تأتي على قمة الموروث الشعبي ممارسةً وأصالةً؛ حيث تتمتع بطابع فني خاص يعكس حياة الناس, واصفةً إياها بالعراقة, فهي ترديد لعادات وتقاليد متوارثة تعبر بوضوح وصدق عن ثقافتهم الخاصة والتي تحدد معالم مجتمعاتهم.
واختتمت لينا الندوة معربةً عن مدى سعادتها بإقامة المعرض في مكتبة الحضارة الإسلامية سبيل قيتباي مركز ثقافي وفني ذات طابع خاص يملؤه عبق التاريخ الفاطمي.
كما أوصت الندوة بأهمية البحث عن آليات زيادة الوعي لدى أفراد المجتمع المصري بأهمية الموروث الشعبي والمحافظة عليه كثروة قومية.