لندن - أ.ش.أ
قال مدير المتحف البريطاني نيل ماكجريجور إن معرض الكشف عن أسرار المومياوات المصرية ساعد في التقرب من المصريين القدماء، ومعرفة الظروف التي عاشوا في ظلها بشكل لم يحدث من قبل.
وأضاف - في تصريحات أدلى بها لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في لندن خلال افتتاح معرض (حياة قديمة: اكتشافات جديدة) مساء أمس في المتحف البريطاني - "أن هناك 8 مومياوات في المعرض يمثلون 8 حالات منفردة من طفل يبلغ الثانية إلى أشخاص في الأربعينات والخمسينات من عمرهم"، مشيرا إلى أن الأجهزة الحديثة التي تم استخدامها كشفت لنا الحالة الصحية لهذه المومياوات، وما الذي كانوا يأكلونه وعواقب العادات الغذائية غير الصحية لبعضهم، موضحا أنه وجد بداخل معدة العديد منهم كميات كبيرة من الطعام ، ونتيجة لذلك فإن بعضهم، وخاصة فيما يبدو أنهم من الطبقة الثرية، أصيبوا بأزمات قلبية.
من جانبه، أشاد السفير المصري في لندن أشرف الخولي بالتعاون بين المتحف البريطاني والمجلس الأعلى للآثار في مصر، مؤكدا أهمية تعزيز هذا التعاون في المستقبل في مجالات مثل هذا المشروع الذي يتم فيه استخدام تكنولوجيا حديثة لاكتشاف أمور لم يتم التعرف عليها من قبل، مثل استخدام المسح الضوئي بالأشعة المقطعية والتي تساعد على رؤية ما بداخل المومياء دون لمسها.
وأعرب السفير المصري عن أمنيته في أن يتم تنفيذ مثل هذا المشروع في المتحف المصري الجديد وأن يتم تدريب الفنيين المصريين ضمن هذه المشروعات في إطار الحفاظ على التراث المصري.
وأوضح أن المومياوات الثمانية متواجدة في بريطانيا منذ نحو ثلاثمائة عام، من بينهم مومياء من السودان، مشيرا إلى أن بريطانيا تحتفظ بأكثر من مائة مومياء، إلا أنهم اختاروا هؤلاء الثمانية ليخضعوهم لهذا المشروع، الذي يركز على التعرف على أسرار وكيفية التحنيط دون المساس بالمومياء.
ويقدم المعرض رحلة استكشاف لأجسام المومياوات من خلال شاشة كبيرة تقوم برحلة في الجسد للكشف عن الأعضاء الداخلية والهيكل العظمي، وفهم أسباب موت الناس في ذلك الوقت ، ومعرفة أعمارهم والطرق التي استخدموها في التحنيط ، وتركز الشاشات الرقمية، وبعضها تفاعلية، على الجوانب المكتشفة حديثا التي كشفت عنها عمليات المسح الضوئي بالأشعة المقطعية.
وعاش هؤلاء الأشخاص الثمانية في وادي النيل خلال الفترة من عام 3500 قبل الميلاد إلى عام 700 بعد الميلاد، ومن بينهم مغنية في معبد فرعوني من طيبة وطفل روماني من الفيوم.
ويستمر المعرض، الذي افتتح بحضور لفيف من الشخصيات المصرية والبريطانية وبعض الدبلوماسيين العرب والأجانب، حتى نهاية شهر نوفمبر القادم.
يذكر أن المعارض المصرية هي الأكثر جذبا وشعبية في المتحف البريطاني، حيث جذبت العام الماضي أكثر من 6.5 مليون زائر.