غزة – محمد حبيب
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الدكتور صلاح البردويل، أن تحرير الأسرى في سجون الاحتلال لن يتم إلا بخطف الجنود الصهاينة، موضحاً أن أسر الجنود الإسرائيليين تتصدر جدول أعمال حركة حماس والمقاومة الفلسطينية. وأضاف البردويل، في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم"، أن المقاومة الفلسطينية لن تتخاذل ولن تدخر جهدًا في سبيل تحرير الأسرى، قائلاً "اتباع سياسة أسر الجنود هي الوسيلة الأهم للمقاومة طالما بقى الأسرى داخل السجون الإسرائيلية". وطالب البردويل بضرورة إيجاد معادلة حقيقية تقوم على مواجهة المفاوضات الجارية بين السلطة وإسرائيل، قائلاً "لابد أن ترتكز المعادلة على تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني والمحافظة على الثوابت." وأشار إلى أنه لابد من التوافق على برنامج وطني يصلح للمرحلة المقبلة ويحمي الحقوق والثوابت الوطنية، ويفتح الطريق أمام كل الخيارات التي يمكن أن تحقق للشعب الفلسطيني طموحاته، موضحاً أن المدخل لبرنامج التوافق يتمثل بإجراء الانتخابات في غزة والضفة بالتزامن، وأن تكون المعادلة الفلسطينية جديدة تقوم على إعادة برنامج القيادية والوحدة الوطنية. وتابع "لقد ترسخت حقائق عدة، أهمها أن منهج المفاوضات فاشل منذ أكثر من 20عامًا"، معتبرًا أن أميركا ليست وسيطاً يسعى لإنجاح المفاوضات. وعلق البردويل على التهديد الصهيوني لقطاع غزة قائلاً "هذا جزء من معركة دائرة فعلاً، العدو لم يهدد بشيء لم يفعله، هو يهدد بشيء فعله ويفعله الآن، فهو مارس العدوان على شعبنا، مارس اغتصاب الأرض منذ البداية، قتل وتهويد وتشريد واستيطان وحصار، واليوم هو يمارس هذه الجرائم بشكل يومي، وليس بعيد عنا استشهاد أبطال جنين وأبطال غزة قبل أيام". وأكد البردويل جاهزية المقاومة الفلسطينية لصد أي عدوان محتمل على القطاع، مشيراً إلى أن التهديد بإعادة احتلال قطاع غزة تهديد دعائي فقط، قائلاً "العدو يدرك قبل غيره أن لا مصلحة له في احتلال غزة، وهو قبل ذلك اختار الهروب من قطاع غزة تحت ضربات المقاومة، أما أن يعود إلى غزة فهذا أمر في اعتقادي غير مقنع حتى لقادة الاحتلال والجمهور الصهيوني". وعلّق على علاقة حركة حماس مع سورية وإيران قائلاً "نحن لم نكن طرفاً في العداء لا لسورية ولا لإيران، لكننا مع اندلاع الأزمة السورية عبرنا عن موقف مبدئي أخلاقي، خاصة تجاه الدماء السورية التي نزفت على الأرض"، موضحاً أن حركته لن ولم تكن ضد سورية، لكن لم نكن معهم في تلك الأزمة لأن هناك شعباً يقتل، نحن لسنا مع ولا ضد، لنا ساحتنا ولدينا عملنا. وأوضح أن نوعاً من النفور حدث في العلاقة مع إيران بسبب موقف حماس من القتل الذي يجرى في سورية، قائلاً "نحن لم نعادِ إيران ولم نتدخل في إيران، ونحن دائماً نعبر عن شكرنا لإيران على كل ما تقدمه من دعم للشعب والمقاومة، لكن رغم ذلك هم جففوا المساعدات لفترة طويلة عن المقاومة." وكشف البردويل عن محادثات وحوارات مع إيران تدور لبناء علاقة تقوم على أساس الاحترام المتبادل، موضحاً أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسناً في العلاقة مع إيران، أما سورية فالخطوط منقطعة، والنظام السوري منشغل في حربه مع المعارضة، ليس هناك أي اتصالات بيننا وبينهم على الإطلاق. وبشأن الوضع الحالي لحركة حماس الحاكمة لقطاع غزة قال البردويل "لا يستطيع أحد أن ينكر أن حماس والحكومة الفلسطينية في غزة عليها حصار كبير جداً تمارسه (إسرائيل) ومصر ودول عربية، وأن الحصار ليس حصاراً جغرافياً فحسب، بل مالياً أيضاً، لأن بعض الدول تعمل على تجفيف منابع الدعم للشعب الفلسطيني وتعتقل أي شخص يقدم الدعم للشعب". وأشار القيادي في حركة حماس إلى أن جهات عدة تسعى لإضعاف المقاومة وتركيعها حتى تتماشى مع الأجواء العامة للتسوية في المنطقة والتصالح مع "إسرائيل"، مؤكداً أن حركته لا يمكن أن تمشي في تيار تصفية القضية الفلسطينية، قائلاً "قد يكلفنا ذلك الكثير من العنت والحصار والمضايقات، لكن سنبحث نحن عن تخفيف هذا الحصار بكل الطرق، دون أن نقبل أبداً أن يقودنا هذا الحصار لدفع أثمان من حقوق الشعب". وقال البردويل "الظروف تتغير، والذين يحاصرون غزة هم يعانون أيضاً، ، لذا رهاننا على الصبر والصمود، ولا نراهن أبداً على العطف والاستجداء".