القاهرة - محمود حساني
أكَّد عضو المجلس الإستشاري العلمي لرئيس الجمهورية ، وأستاذ الطب النفسي في جامعة "عين شمس"، الدكتور أحمد عكاشة ، أن " الكسل أصبح العملة السائدة لدى قطاع عريض من المواطنين ، وهو أمر لا يمكن القبول به في ظل حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي ومؤسسات الدولة على العمل بكامل طاقتها"، مبيناً أن "الدول لا تُبنى بالأحلام ونحن جالسون في المقاهي وأمام شاشات التلفاز والإنترنت ، بقدر ما تبنى بالعمل والسعي والإنتاج ."
وقال في حديث خاص مع "مصر اليوم" ، إنه "يستبعد تماماً أن يكون الكسل المُصاحب لأداء قطاع عريض من المواطنين ، راجعاً إلى حالة إحباط أو اكتئاب ، وإنما راجعٌ إلى ثقافة توراثها جيل بعد جيل ، وهي الإعتماد على الحكومة في توفير المأكل والملبس والمشرب والدخل". وأضاف: "من هنا كان الحرص على الحصول على وظيفة حكومية هي حلم كل مواطن ، لأنه لا يريد أن يعمل بقدر ما يريد له دخل ثابت يعلم تماماً أنه سيحصل عليه دون عمل ومشقة"، مبيناً أن "قطاع عريض من العامليين في الجهاز الإداري للدولة ، لا يحققون إي إنتاجية إو إضافة لصالح الدولة بل يكبدونها ملايين الجنيهات ."
وأشار الدكتور عكاشة الى أنه "في أكثر من اجتماع جمعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي ، أبلغه صراحةً أن الشعب لن يعمل ولن ينتج طالما أن الحكومة والدولة تقوم بهذا الدور نيابةً عنه ، لذا كانت نصيحته له " إتباع سياسة التجويع " ، حتى يشعر الشعب أن هناك خطرًا قادمًا سيواجهه ولا سبيل أمامه سوى العمل ". وتائع قائلاً :" إن "الرئيس استقبل هذه النصيحة بابتسامة أوحت لي من الصعب أن يقبلها " ، مبيناً أن شخصية الرئيس السيسي يغلب عليها الطيبة والعاطفة ، وهو ما ظهر جلياً في مقتطفات من خطاباته التي يوجهها للشعب عندما قال" تتقطع الايدي قبل أن تمد لكم –لقد عانى هذا الشعب ولم يجد من يحنو عليه أو يرفق به ...ألخ " ، لذا استبدل الرئيس هذه النصيحة ، بالدعوات التي يطلقها مُجدداً لأبناء شعبه: "علينا أن نعمل24 ساعة لصالح بلدنا " ، " ما ينفعش ننام وبلدنا مديونة " ، " مش حنام غير لما نشوف بلدنا في مكانتها اللائقة " .
واعتبر الدكتور أحمد عكاشة ، أنه كان يقصد من تلك النصيحة " إتباع سياسة التجويع " ، أن يكون الشعب في حالة حرب ، كما أن مؤسسات الدولة بأكملها في حالة حرب منذ 3 سنوات ، فلا يخفى على أحد الدور العظيم الذي تقوم به القوات المسلحة ، فهي تخوض حرباً في مواجهة التطرف وقوى الشر من جهة ، وتعمل وتنتج من جهة أخرى ، مبيناً أنه إذا أصبح جميع أبناء الشعب مثل جنود القوات المسلحة ، ستكون مصر خلال سنوات في مصاف الدول المتقدمة .
وحول حالة الإحباط السائدة لدى قطاع عريض من الشباب ، أوضح الدكتور أحمد عكاشة ، أن حالة الإحباط نتيجة طبيعية لوجود حالة بطالة ، فهو يرى أنه خرج في ثورتين وأطاح بنظامين، ولم يحصل على ما يصبو إليه من فرصة عمله ، داعياً الشباب إلى عدم الإعتماد على الحكومة في توفير فرص العمل ، وأن يخلق فرصته بنفسه ، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي وحكومته يعيران هذا الملف اهتماماً كبيراً ويبذلان قصاري جهدهما لتوفير فرص عمل للشباب ، لذا طالب البنوك بتوفير قروض مُيسرة للشباب لكي يخطو أولى خطواتهم نحو أحلامهم .
وأكد الدكتور أحمد عكاشة ، أن "الرئيس السيسي منذ اليوم الأول ومشكلة الأخلاق تؤرقه ، بعد ما رأى إلى أين وصلت حالة المجتمع بعد ثورتين ، مبيناً أن الإنفلات الإخلاقي الذي أصاب المجتمع يعود بالأساس إلى ثورة 25 كانون الثاني/يناير ، وما أسفرت عنه من سيادة " ثقافة الغاب "، وأصبح كل مواطن يعتمد على نفسه في أخذ حقه ، مبيناً أن المبادرة تبنتها مؤسسات الدولة ، إلا أن نتائجها متوقفة على المواطنين".
وحول رأيه في ما صاحب امتحانات الثانوية العامة هذا العام ، أكد الدكتور أحمد عكاشة ، أنه "نتيجة طبيعية لعدم تطوير نظام التعليم في مصر ، لذا كانت مواجهة بين جيل متسلح بالتكنولوجيا وإن كان يستخدمها بشكل سيء، وبين الوزارة التي تعتمد على أسلوب الحفظ والتلقين منذ 60 عاماً ، لم يطراً عليها أي تغيير".
وختم الدكتور عكاشة ، حديثه ، قائلاً : "طوال العقود الماضية ، كانت الأنظمة الحاكمة تعمل لصالح بقائها وليس لصالح الشعب ، إلا أن نظام الرئيس السيسي هو الوحيد الذي يضع أمام نصب أعينه مصلحة مصر وشعبها ، لذا ما تحقق خلال عامين كان من الصعب تحقيقه لولا وجود إرادة قوية ، داعياً المصريين إلى العمل والإنتاج لبناء بلدهم والتكاتف حول الرئيس السيسي .