القاهرة - مصطفى الخويلدي
أكد المتحدث السابق للحملة الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسي، ومعاون رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور عبدالله عبدالمغازي، أن هناك تراجع ملحوظ في تمكين الشباب وعدم حماس له من قبل الحكومة، ولا نعلم السبب في ذلك رغم أن الدولة تجهز العديد من القيادات الشبابية، والدليل على ذلك أن الوزراء الذين تم تعيينهم مؤخرًا لم يكن لهم نواب من الشباب، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قال في وقت سابق أنه سيكون هناك تعيينات للشباب من برنامج التأهيل الرئاسي في شهر نوفمبر/تشرين ثان العام الماضي، ولم يحدث أي شيء .
وحول الحكومة الجديدة التي تم اختيارها مؤخرًا، قال عبدالله المغازي لـ" مصر اليوم" :"إنه لازال هناك ضبابية في الحياة السياسية ولا يوجد حياة سياسية سليمة في مصر، ونحن هنا نتحدث عن حكومة تكنوقراط وليس حتى بالمعنى المفهوم عنه، كما أنه لا يزال غائب في مصر المعايير الحقيقة لاختيار المسؤولين والوزراء، وبالتالي لا توجد أسباب حقيقة يتم من خلالها معرفة أسباب اختيار الوزراء السابقين تم استبعادهم، وعلى أي اساس تم اختيار الوزراء الحاليين، وبالتالي يغيب عنا التقييم الواضح لهم ".
وأوضح أن أغلب الشارع المصري لم يعد مهتمًا بتلك المسألة لأنه كان ينتظر تغييرًا حقيقيًا في ظل وضع إقتصادي صعب، إذ وصل حجم الديون لأكثر من 60 مليار دولار دين خارجي، وأكثر من 2 ترليون جنيه مصري دين داخلي، فكان لابد من وجود رئيس وزراء إقتصادي بخلفية سياسية، وحول إجراءات البرلمان المصري في اختيار الحكومة، أكد المغازي أن الجميع يعلم خلفية البرلمان وأنه جاء للتأييد، مشيرًا إلى أن أي شيء يقدمه الرئيس أو الحكومة لمجلس النواب هو مستجاب بنسبة 99 %، حتي النواب أنفسهم يشتكون من معاملة الوزراء لهم .
وعن أزمة النائب محمد السادات الأخيرة داخل البرلمان، أشار المغازي إلى أنه لا يعلم ما حدث ولا تفاصيل التحقيق، إلا أن تعاملات البرلمان مع فصل الأعضاء الذين انتخبوا بإرادة شعبية مقلق والوضع العام على مستوى الحريات، والإعلام مقلق، حيث أن الإعلام أصبح بلون واحد، وهذا أخطر ما يكون لأن التنوع في الآراء مطلوب ومهم إذا كنا نريد بناء دولة حديثة وديموقراطية، فالأمر الأن أشبه بالخمسينيات والستينيات مع صورة حديثة .
وعن الوضع الإقتصادي بعد انخفاض سعر الدولار، قال المغازي "إن صعود الدولار كان غير مبررًا وبالتالي كانت هناك تأثيرات للسوق السوداء، لكن نزول الدولار ليس كما يزعم البعض بأن الأقتصاد تحسن، وحقيقة الأمر أن الحكومة وضعت ضغوطًا إضافية على الاستيراد حتى تم تقليله، كما أنه ليس حقيقيًا أن هناك تعويم بالمعني المفهوم، فالأمر ليس انعكاسا لتحسن الأقتصاد وانما نتيجة لزيادة الضغوط على الإستيراد ، وقيام البعض بالتخلص من الدولارات التي خزنوها".
وتابع المغازي ان مصر ليست دولة فقيرة الموراد كما قال الرئيس ، انما لدينا فقر في الإدارة إذ تنقصنا إدارة حكيمة تستطيع ان تستغل مواردها أفضل استغلال ، حكومة تسعى إلى إعادة هيكلة وسد الفجاوى الالكثيرة للفساد، فإذا كان لديك حكومة حكيمة تستطيع ان تسد فجوات الفساد التي تعيق الإستخدام الأمثل للموارد، وقال المغازي فعلى سبيل المثال لدينا إشكالية كبيرة في معامل تكرير البترول لانها من الخمسينيات والستينيات، فلو تم إستخدام معامل حديثة، فإننا تقريبًا لن نحتاج إلى الاستيراد .
وأوضح المغازي أن هناك موظفين في وزارة البترول بإعداد ضخمة، أما المعامل الحديثة فتحتاج إلى 10 % فقط من هذه العمالة لأنها قائمة على التكنولوجيا، والحكومة لا تريد فصل هؤلاء، وحول جولات الرئيس الخارجية والداخلية، قال مساعد رئيس مجلس الوزراء السابق ، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يبذل جهدًا غير عادي في إقامة مشروعات قومية عملاقة مصر بالفعل في حاجة إليها لكن ،إلا أن هذه المشروعات تمت بالديون، وكل ما أطلبه من الرئيس أن يكون هناك حكومة إقتصادية قوية تستطيع أن تستفيد من المشروعات التي تم أنشائها من شبكة عظيمة للطرق ، فيجب استغلال الأراضي على جانبيها في إقامة مشروعات سكنية وشركات وأراضي زراعية وغيرها ، يتم بيعها للأفراد والبنوك والشركاتت وتحصيل قيمتها لخزانة الدولة ، موضحا ان هناك العديد من الطلبات موجودة بالفعل امام الحوكمة ووزارة الدفاع لشراء أراضي ، لكن التأني الشديد خسارة كبيرة .
واضاف المغازي " لا أعلم ما هو سر إصرار الرئيس على بقاء المهندس شريف إسماعيل رغم أن هناك أفضل منه بكثير "، موضحًا أن ديون مصر الكبيرة لاتحتاج إلى رجل إدارة عادي إنما تحتاج إلى رجل إدارة بفكر إقتصادي غير تقليدي ويبدع في إستغلال الموارد المصرية الإسستغلال الأمثل .
وحول مؤتمرات ولقاءات الرئيس بالشباب، أكد المغازي أنها خطوة إيجابية وبادرة أمل، إلا ان التباطأ في تنفيذ توصيات هذه الؤتمرات واللقاءات يرجع أن مطالب الشباب ليست سهلة، وأشكر الرئيس على تلك المبادرة لأن التواصل في حد ذاته شيء جيد، وقال المغازي إنه لن تكون هناك إنتخابات محليات قبل النصف الثاني من هذا العام، وإذا لم تتم بذلك الوقت لن يكون هناك إنتخابات محليات قبل الانتخابات الرئاسية في أي حال من الأحوال .
وحول ما تقوم به لجنة المهندس إبراهيم محلب من استرداد لحقوق الدولة الضائعه، أوضح أن لجنة إسترداد أراضي الدولة تبذل جهدًا كبيرًا إلا انه لازالت هناك مقاومة شرسة من البيروقراطيين داخل وزارة الزراعة، إذ يزال الفساد يطل بوجهة القبيح منها ، وبالتالي يخفي جهود اللجنة ويجعلها غير ملموسة، الا انه خلال الشهور القليلة المقبلة ستشهد اللجنة نتائج إيجابية، بعد غلق باب تقنين وضع اليد .