عامل مهمات المريخ السوداني أستاذ جامعي

 

يمثل سليمان بشير عامل مهمات الفريق الأول بنادي المريخ السوداني، نموذجا للشاب المجتهد المكافح الذي يسعى الى تحقيق حلمه ويصل إلى هدفه بعزيمة لاتلين، بعد أن وصل الى قاعات الجامعات، والعمل بها استاذا خلال الفترة الصباحية، قبل أن يعود إلى ممارسة عمله مساء عاملاً للمهمات بالفرقة الحمراء..

وهي المهنة التي لم تمنعه من التخرج من جامعة امدرمان الاهلية كلية الاداب قسم اللغة الانجليزية بمرتبة الشرف، والتي اهلته للحصول على شهادة الماجستير في فترة وجيزة ليصبح بعدها استاذا متعاونا بجامعة السودان العالمية، دون أن يفكر في ترك عمله مع نادي المريخ الذي دخل أبوابه عام 1997 في سن العشرين عاما بمساعدة العم احمد سعيد وكابتن الفريق حينها والمدرب الحالي ابراهومة حسب قوله.

يقول سليمان بشير (37 عاما) إنه لجأ الى نادي المريخ للعمل به بعد تخرجه من مرحلة الثانوي العليا، دون أن يتمكن من مواصلة تعليمه لضيق ذات اليد..

ويروي قصته لـ(البيان الرياضي) قائلاً: إنه ظل يحلم بأن يكون طالباً جامعياً وظلت الدراسة هدفاً له حتى التحق بالجامعة عام 2007 وسط تشجيع من نجوم المريخ والاداريين، بقيادة رئيس النادي الحالي جمال الوالي ويكمل: أجتهدت في الدراسة واستطعت أن أتخرج بمرتبة الشرف، وتحفيزاً لي تكفل جمال الوالي بدفع رسوم شهادة الماجستير والآن تم تعييني استاذا متعاونا بجامعة السودان العالمية ادرس الطلبة مادة اللغة الانجليزية.

مهمة

ويؤكد بشير ان التوفيق بين العمل والدراسة كان صعبا عليه واضاف: في مرات كثيرة كنت أسافر مع المريخ إلى الخارج لاقامة المعسكرات وأداء المباريات لكنني كنت اتابع المحاضرات مع زملائي عبر الفيس بوك، أدين إلى عدد كبير من زملائي بمساعدتي فقد كانوا ينقلون لي المحاضرات ويرسلون لي المقررات.

ويشير عامل المهمات بالمريخ، إلى أن المدربين الذين تعاقبوا على المريخ كانوا يشجعونه على الدراسة الجامعية ويذكر منهم المصري حسام البدري ويقول:البدري كان يشجعني باستمرار، لذا أحمل له كل محبة وتقدير واحترام.

مواقف

ويحكي سليمان بشير عن اصعب المواقف التي مرت به مع المريخ خلال 17 عاما،الحادث الذي تعرضت له بعثة النادي عام 2003 والذي توفي بسببه 3 من ابناء النادي وتعرض الكثيرون للاصابات بجانب لحظات وفاة اللاعب النيجيري ايداهو داخل ارض الملعب قبل 5 سنوات،اما اجمل ذكرياته فوز المريخ بالدوري والكأس عام 2008 واحراز بطولة سيكافا..

وعن افضل المدربين الذين عمل معهم قال بشير إن هنالك عددا مقدرا من المدربين المميزين مثل الالماني اوتوفيستر ومواطنه كروغر بجانب المصري حسام البدري ويقول: أفضل مدرب عرفته في المريخ كان البوسني كريسو،هذا المدرب كان يخطرني بنتيجة المباراة قبل بدايتها سواء كان الفريق فائزاً او خاسراً أو متعادلاً.

تغيير

وعن عمله بالقلعة الحمراء، يرى سليمان بشير انه نجح في تغيير الفهم الذي كان يتعامل به عامل المهمات في الأندية..

مشيراً إلى أن مهمة من يشغل هذه المهنة أصبحت في السودان مساعدة الاجهزة الفنية في وضع العلامات والتجهيز للتدريبات وأضاف: كل عمال المعدات بالدوري السوداني الآن يؤدون هذه المهمة بنجاح وانا افتخر بأنني من طور هذه المهنة من جمع الكرات والشباك وقمصان التدريب وكل شيء خاص بالفريق داخل أرض الملعب.

ورغم تميزه الاكاديمي لكن سليمان بشير يؤكد انه يشعر بالسعادة والراحة في عمله بالمريخ ولايفكر في الرحيل عن النادي ويؤكد انه يخطط للحصول على شهادة الدكتواره ويختم حديثه:مهما تفوقت اكاديميا فانني افتخر بأنني عامل المعدات في نادي المريخ وأحفظ لهذا النادي وأهله الجميل.