بكين - أ.ف.ب
ستكون الأضواء مسلّطة في عطلة نهاية الأسبوع الجاري على الصراع الداخلي بين سائقي ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل المواسم الثلاثة الأخيرة، وزميله الأسترالي مارك ويبر، وذلك عندما تحتضن حلبة شنغهاي جائزة الصين الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم لسباقات فورمولا وان. "أنا لا أعتذر عن الفوز، لهذا السبب تمّ التعاقد معي ولهذا السبب أنا هنا. أعشق التسابق وهذا ما قمت به"، هذا ما قاله فيتل عشية السباق الصيني، ما يزيد حدّة التوتّر بينه وبين زميله ويبر بعد الذي حصل في ماليزيا، حين أثار بطل العالم حفيظة ريد بول-رينو وزميله ويبر بتجاوزه الأخير على حلبة سيبانغ خلافاً لأوامر الفريق الذي طلب منه المحافظة على المركز الثاني ومن زميله عدم الضغط على سيارته والإطارات من أجل ضمان إنهاء السباق في المركز الأوّل. وكان ويبر يعتزم عدم الصعود إلى منصّة التتويج بعد السباق لتسلم كأس المركز الثاني قبل أن يرضخ في النهاية لرغبة إداريي الفريق، وهو تواجه مع زميله الألماني في مرآب الفريق متهماً إياه بمخالفة أمر "مالتي 21"، العبارة التي يستخدمها ريد بول للطلب من سائقيه المحافظة على مركزيهما. وتابع فيتل: "لا يوجد هناك أي شيء لأضيفه حول ما حصل (في السباق الماضي). اعتذرت للفريق بعد أن وضعت مصلحتي الشخصية فوق مصلحة الفريق، وهذا أمر لم أفعله بطريقة متعمّدة. لكن لا يوجد فعلاً أيّ شيء آخر أضيفه". وأعرب فيتل، الذي يتصدّر الترتيب العام برصيد 40 نقطة وبفارق 9 نقاط عن سائق لوتوس-رينو الفنلندي كيمي رايكونن، عن استيائه لان الجميع تغاضى عن واقع ان ريد بول حقّق الثنائية في السباق الماليزي، مضيفاً: "أعتقد ولسوء الحظ أن الجميع لم ير أننا قدمنا أداءً جيداً في ذلك اليوم. كفريق أعتقد أننا قمنا بعمل جيّد جدّاً، حقّقنا نتيجة مذهلة وأعتقد أننا خضنا نهاية اسبوع قويّة في استراليا أيضاً (حلّ ثالثاً وويبر سادساً) حتى وإن لم نسجّل النتيجة التي كنّا نتمنّاها". وتحدّث فيتل عن السباق الصيني قائلاً: "فوزي الأوّل مع ريد بول كان هنا عام 2009. حقّقنا نتيجة جيّدة في التجارب التأهيلية (انطلق من المركز الأوّل) ثمّ خضنا بعدها سباقاً ممتازاً. كان هناك الكثير من الأمطار لكننا حافظنا على رباطة جأشنا وحقّقنا أوّل ثنائية للفريق". وأضاف فيتل: "الحلبة تتضمّن الكثير من المنعطفات، ما يصعّب الأمور على الإطارات والسائقين على حدّ سواء. أحب فعلاً القسم الذي يأتي في منتصف الحلبة. من الصعب أن تخوض المنعطفين 12 و13 بالطريقة الصحيحة لأنهما بحاجة إلى الكثير من التقنية في القيادة، خصوصاً المنعطف الثالث عشر الذي يقود إلى خطّ مستقيم طويل". ومن المؤكّد أن ويبر يسعى جاهداً للخروج من ظلّ فيتل، خصوصاً أنه لم يُخفِ يوماً امتعاضه من اكتفائه بلقب دور السائق الثاني في الفريق ووصل به الأمر حتى إلى مخالفة الأوامر ومحاولة تجاوز زميله الألماني على حلبة سيلفرستون في سابق حاسم من موسم 2011. ويبدو أن مسألة الارتباط بويبر لموسم واحد فقط ثمّ تمديد العقد من موسم إلى آخر بسبب تقدّمه في العمر (36 عاماً حالياً)، يعطي السائق الأسترالي الدفع لكي يقول لمسؤولي الفريق إنه بإمكاني الفوز وقد أظهر ذلك خلال موسمي 2010 و2011 حين خرج فائزاً من خمسة سباقات وصعد إلى منصّة التتويج في 15 مناسبة أخرى، منهياً البطولة في المركز الثالث لموسمين على التوالي. في معسكر فيراري، يسعى الاسباني فرناندو ألونسو إلى تعويض ما فاته في سيبانغ، عندما خرج عند الانطلاق وذلك بهدف الدخول في الصراع منذ البداية، خصوصاً أنه أصبح متخلّفاً بفارق 22 نقطة عن فيتل بعد سباقين فقط. ويجد ألونسو نفسه في بداية هذا الموسم في صراع داخلي مع زميله البرازيلي فيليبي ماسا، الذي يتقدّم عليه في الترتيب بفارق 4 نقاط بعد أن حلّ رابعاً في استراليا وخامساً في ماليزيا. وتبقى مسألة التجارب التأهيلية هاجس الفريق الإيطالي، الذي لم ينطلق من المركز الأوّل سوى أربع مرّات منذ 2010 مقابل 43 مرّة لريد بول، ورغم ان استراتيجية المحافظة على الإطارات خلال السباق ترتدي أهمية قصوى لجميع الفرق، فإن "الحصان الجامح" يؤكّد أنه مضطر للتركيز على جبهتي السباق والتجارب التأهيلية. وتحدّث كبير مهندسي الفريق الايطالي نيك فراي عن هذا الموضوع قائلاً: "أظهرنا سرعة معقولة في السباقات، وقدّمنا أداءً جيّداً على جميع أنواع الإطارات التي استخدمناها حتى الآن، لكن الطريق ما زالت طويلة أمامنا لكي نكون سريعين في التجارب التأهيلية ونحن نعمل بجهد كبير على هذه المسألة في الوقت الحالي". ورأى فراي أن ثمار حرب التطوير القائمة بين الفرق ستقطف في التجارب بشكل خاص، مضيفاً: "المفتاح هو أن نتقدّم ببرنامج تطوير سيارتنا بشكل أسرع من منافسينا. إنها حلقة قاسية ستدوم للموسم بأكمله وعلينا على أقله أن نصل إلى نفس سرعة برنامج تطوّرنا في 2012، إذا كنا نريد أن نحقّق نتيجة جيّدة في التجارب". وفي معسكر لوتوس-رينو، الذي افتتح الموسم بفوز مفاجئ في أستراليا عبر الفنلندي العائد كيمي رايكونن، فرفض الأخير أن يتوقّع ما سيحصل في سباق الأحد وإذا كان سيعوّض النقاط التي أهدرها في سيبانغ، حيث اكتفى بالمركز السابع بسبب معاناته في القيادة تحت الأمطار. "من الصعب دائماً توقّع ما سيحصل في السباق المقبل لأننا لم نقد هذه السيارة على هذه الحلبة، ويختلف أداء كلّ سيارة مع اختلاف الحلبة. لسوء الحظ لم نسجل أيّ نقاط هناك العام الماضي، وبالتالي لا يمكننا سوى أن نحقّق نتيجة أفضل من 2012. حقّقت المركز الأوّل والثاني والثالث في شنغهاي خلال مشاركاتي السابقة وسيكون من الجميل أن أعزّز هذا السجل". أما بالنسبة للفريق، الذي توّج بلقب السباق الصيني الموسم الماضي، أي مرسيدس اي ام جي، فاستبعد مديره التنفيذي توتو وولف أن يتكرّر سيناريو الموسم الماضي، حين فاز سائقه الألماني نيكو روزبرغ في شنغهاي. "بعد مرور عام على انتصار نيكو، سيتساءل الكثير من الأشخاص عمّا اذا كان فريقنا سيتمكّن من تكرار ذلك في 2013"، هذا ما قاله وولف، مضيفاً: "لكن وكما يقال، إنجازات الأمس لا تخولك الفوز بسباقات اليوم، وهذا الامر صحيح تماماً بالنسبة لنا". وكان روزبرغ حقّق في شنغهاي انتصاره الأوّل والوحيد في سباقات الفئة الاولى بعدما تفوّق على سائقي ماكلارين مرسيدس البريطانيين جنسون باتون ولويس هاميلتون، الذي أصبح هذا الموسم زميله في مرسيدس اي ام جي. وبدأ الفريق الالماني موسم 2013 بشكل جيّد، إذ حل هاميلتون خامساً في أستراليا ثمّ ثالثاً في ماليزيا، فيما انسحب روزبرغ من السباق الافتتاحي وحلّ رابعاً في الثاني، ما دفع البعض إلى الحديث عن أن الفريق الألماني سيكون من المنافسين الجديين على اللقب وعلى رأسهم هاميلتون بالذات، الذي اعتبر أن مرسيدس اي ام جي فرض نفسه ثاني أفضل فريق في بطولة هذا الموسم بعد ريد بول-رينو، الذي احتكر اللقب العالمي عند السائقين والصانعين في المواسم الثلاثة الأخيرة.