القاهرة ـ وكالات
ما بين الأبيض والأسود والألوان، وصوت عبدالحليم حافظ، وأم كلثوم، وصولاً لـ حماقي وشيرين وتامر حسنى، مرت 79 عاماً على مستمع الإذاعة المصرية، والتى يُحتفل بإنشائها اليوم. كانت أولى الكلمات التى انطلقت بها الإذاعة المصرية، والتى قالها الإذاعى الكبير أحمد سالم، أول العاملين بالإذاعة المصرية، هى "هنا القاهرة" التى تظل لها هيبتها حتى هذه اللحظة لدى مستمع الراديو، بالرغم من اختلاف طريقة إلقائها، حيث أصبحت من قلب القاهرة، كما في إذاعات راديو النيل حالياً. قدمت الإذاعة المصرية الكثير من المواد الترفيهية والتثقيفية منذ بداياتها، رغم قلة عددها والتى لم تتخط رقم 4، واستطاعت أن تصل بالمستمع إلى أبعد مما يفوق خياله، خصوصًا أن هذا العالم يعتمد في الأغلب على طبيعية الخيال، وليس هذا فقط، بل إن الإذاعة حققت تواصلًا مع الشعب المصري خلال هذه الفترة التى كان التعليم فيها محدودًا ولم يظهر فيها التليفزيون إضافة إلى مرور مصر بفترات احتلال وهو ما كان يستوجب وجود جهاز إعلامى يفيد المواطنين بأهم الأخبار السياسية في ذلك الوقت، وخير دليل على ذلك برنامج "يوميات مراسل حربي" الذى كان يقدمه الإذاعى الكبير حمدى الكنيسي. محدودية عدد محطات الإذاعة وإمكاناتها لم يقف عائقًا أمام القائمين عليها، حيث قدمت نخبة من البرامج غير التقليدية ومألوفة من بينها عندما يأتى المساء، ألبوم الذكريات، صوت المعركة، على الناصية، فوازير رمضان، كلمتين وبس، اعترافات ليلية وغيرها، بالإضافة لنخبة ضخمة من المسلسلات الإذاعية التى شارك فيها عمالقة الفن المصري. والإذاعة المصرية مثلها مثل غيرها من المنظومات الإعلامية المصرية، تطورت بمرور السنين، لتضم إلى شبكاتها العديد من المحطات، والتى دخلت علي المحطات الرئيسية الموجودة في الفترة الأخيرة لتواكب اللغة العصرية والشبابية الموجودة حالياً، لتنطلق إذاعات راديو النيل والتى تنبثق منها إذاعات "راديو مصر، هيتس، وميجا أف أم" فلكل منها شكل ولون مميز، فالأولى تعمل على تقديم الوجبة الإخبارية على مدى الساعة متضمنة عددًا من البرامج الحوارية المنوعة والأغانى الخفيفة، ويستطيع من خلالها المستمع مواكبة الأحداث التى تقع على أرض الواقع، أما الثانية فتحرص على تقديم عدد من الأغانى المصرية والغربية معًا، أما الأخيرة فهى مزيج من برامج الشباب والأغانى. ولعل إنشاء هذه المحطات الإذاعية الثلاث الأخيرة قد أعاد للإذاعة المصرية ريادتها من جديد، خصوصًا بعد ظهور الإذاعات الخاصة التى أبعدت الناس لفترة عن الإذاعات المصرية من ناحية، والإفراط في البرامج التليفزيونية وقنوات الأغانى من ناحية أخرى، لتمتلئ السيارات وعدد كبير من المحال التجارية بهذه الإذاعات. أما إذاعات القرآن الكريم، والشباب والرياضة، والبرنامج العام، وصوت العرب فمازالت تحتفظ بمستمعيها الذين نشأوا وتربوا عليها، سواء من ربات البيوت، أو سائقي التاكسي الذين لم يديروا أذنهم عنها. ولعل أشهر رؤساء الإذاعة المصرية، صفية زكى المهندس، أمين بسيونى، حمدى الكنيسي، انتصار شلبي، إيناس جوهر، عمر بطيشة، إسماعيل الششتاوى، وصولًا إلى عادل مصطفي الذى يترأسها حاليًا.