يستطيع الإنسان اختبار صحته ذاتيا من خلال مجموعة من الاختبارات يؤديها بنفسه، أو بمساعدة شخص واحد لاختبار بعض من أكثر المشاكل الصحية شيوعا، والتي يمكن أن تدل على مشكلة حقيقية في الأعضاء الداخلية للجسم، وإليكم مجموعة من هذه الاختبارات وكيفية القيام بها:

1-    اختبار النافذة للكشف عن سلامة النظر
 وجه نظرك إلى نافذة الغرفة وقم بتغطية العين اليمنى في البداية، ثم كرر العملية مع العين اليسرى، يفترض من تلك العملية أن ترى حواف النافذة بشكل متوازٍ وبخطوط عمودية وافقية، في حالة لاحظت وجود خلل أو اختلاف في حواف النافذة فإن ذلك يدل على وجود مشكلة الضمور البقعي لديك، وهو مرض يصيب العين بطريقتين إما بطريقة جافة وإما رطبة، إلا أن الرطب منها يكون أكثر ضررا حيث تنمو الأوعية الدموية تحت شبكية العين ويتسرب بعض من هذه الأوعية الدموية إلى بقعة صغيرة في الجزء الخلفي للعين وهي مسؤولة عن الرؤية المركزية والتي تسمة "البقعة"، ما يؤثر على الرؤية فيما بعد، أما الجاف فيسببه تراكم في المخلفات التي يزيح البقعة، حيث يشير جراح العيون في مستشفى مورفيلدز للعيون روبن هاملتون أن الضمور البقعي المرتبط بالعمر أمر شاق جدا فوق سن الخمسين، وهو يمكن أن يؤدي إلى العمى، وتبدأ علامتها بتموج أو انكسار خطوط النافذة عند الفحص، أن انعدم الوضوح في الرؤيا.

ويعتبر هذا النوع من المرض صعب التحديد وخصوصا في الحياة العصرية النشيطة، لذلك فهذا الاختبار مفيد جدا، وتعد النوافذ ذات التفاصيل الصغيرة ممتازة جدا للاختبار، ويمكنك استبدالها من خلال النظر إلى لوحة البيانات على برنامج "إكسل، وإذا كنت ترتدي نظارة طبية فأجري الفحص باستخدام النظارة أيضا، وإذا لاحظت الكثير من الفروق وضعف الرؤية أثناء إجراء الاختبار فعليك استشارة طبيب عيون فورا في غضون 24 ساعة، فالتشخيص المبكر لمرض الضمور البقعي حساس في العلاج، ويستخدم العلاج بالليزر كواحد من طرق علاج هذا المرض وهو الأكثر نجاحا والأقل ضررا.

2-    اختبار الملعقة والحقيبة للكشف عن سهولة التنفس
 امسح مقدمة لسانك قدر المستطاع بملعقة، ثم قم بوضعها على حقيبتك البلاستيكية، ثم ضع الحقيبة أسفل مصباح مضيء لمدة دقيقة ثم شمها، تدل المادة الناتجة عن عملية المسح تلك على صحة الجهاز التنفسي والكبد والكلى والقناة الهضمية خاصة، فإذا كانت المادة الناتجة سميكة وذات رائحة كريهة فذلك يدل على وجود خلل في أجهزة الجسم تلك، كما أن أخذ عينة من مؤخرة اللسان تدل على إن كانت رائحة فمك جيدة أم العكس، فالبكتيريا تنمو وتعيش في تلك المنطقة بشكل أكبر، ويشار إلى أن رائحة الفواكه في الفم تدل على الإصابة بالحامض الكيتوني، الذي قد يكون مؤشرا على الإصابة بالسكري، أما رائحة الأمونيا في الفم فتدل على وجود مشكلات في الكلى، وتشير الروائح الأخرى إلى المعدة، وبالتالي عليك استشارة طبيبك فورا، وتشير الأبحاث إلى أن 90% من حالات رائحة الفم الكريهة إلى أمراض في اللثة واللوزتين وحشوات تسوس الأسنان.  
 

3-    اختبار الوسادة للتأكد من سلامة الشرايين 
استلق على سرير وقم برفع ساقيك معا على وسائد أخرى بزاوية 45 درجة، استمر في رفع قدميك لمدة دقيقة ثم قم بإرخائهما سويا وبسرعة أسفل السرير بزاوية 90 درجة مئوية، تدل تلك العملية على صحة الشرايين لديك، بخاصة وأنه إذا أصبح لون إحدى ساقيك شاحبا عند رفعها وتحتاج بعض الوقت لتعود للونها الطبيعي، أو كان لونها أحمر داكنا، فإن ذلك يدخل على خطر الإصابة بأمراض القلب فيما بعد، ويؤكد الأطباء أن لون الأقدام يعود إلى طبيعته خلال 10-30 ثانية في تلك العملية لدى الأشخاص الأصحاء، إلا أن ذلك يستغرق وقتا أطول لدى الأشخاص الذين يعانون من انسداد في الشرايين، ويعتبر هذا الاختبار مهما نظرا لأن أمراض الشرايين الطرفية التي تغذي عضلة الساق هي الأكثر شيوعا، وتتأثر بعوامل ارتفاع ضغط الدم والكولسترون ومرض السكري. ويؤكد استشاري الأوعية الدموية في كامبردج مايكل جانت "يتعرض الناس الذين يعانون من أمراض في الشرايين إلى خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بنسبة 30% مقارنة بالأشخاص الأصحاء".

ويمكن أن يعطي هذا الاختبار علامات كاذبة لدى الأشخاص الأصحاء، فهو يمكن أن يكون دليلا على ضعف في الدورة الدموية المرتبطة بداء رينو، لذلك قبل أن تشعر بالقلق من الجلطات عليك البحث في علامات اضافية مثل التشنج والألم والتعب في الساقين أثناء المشي وتسلق السلالم. ويضيف دكتور مايكل "إذا كنت من الأشخاص الذين يسيرون مسافة طويلة بسرعة دون توقف، فأنت أقل عرضة للإصابة لأمراض الشريان التاجي الكبير".

 
4-    اختبار التجشؤ لصحة المعدة
 ينصح بشرب كوب من الماء مع ملعقة صغيرة من بيكربونات الصوديوم، التجشؤ بصوت عالي يعتبر مقياسا على الصحة، لأنه ناتج عن اختلاط بيكربونات الصوديوم مع حمض المعدة "حمض الهيدروكلوريك" الأمر الذي يتسبب في خروج غاز ثاني أكسيد الكربون المتمثل في التجشؤ، ويعتقد أن مستويات حمض المعدة تنخفض بعد سن الـ 40 لدى بعض الناس، ما يسبب سوءا في الهضم وسوءا في امتصاص العناصر الغذائية، لأن الطعام لا يهضم بشكل صحيح، ما يعرضهم أكثر للإصابة بمتاعب البطن.

ويعتبر حمض المعدة مفيدا في تعقيمها، ويمكن أن تسبب مستويات الحمض المختلفة إلى الشعور بالحرقة في المريء المسماة بالحموضة حيث يرتفع الحمض إلى أعلى وهو من مفارقات هذا المرض، لذلك إذا كنت تعتقد أنك تعاني من مستويات منخفضة في حمض المعدة فعليك تجنب الإفراط في استخدام مضادات الحموضة فهي تجعل الأمر أسوأ.

 
5-    اختبار الساعة لمعرفة الشيخوخة:
ارسم ساعة على ورقة ثم قم بوضع يدك على الساعة عند 3:40 دقيقة، لا تجعل هناك أي صعوبة في رسم الساعة، كأن تكون الأرقام ليست في ترتيبها الصحيح، فهذا دليل على وجود مشكلة ما في الإدراك أو الخرف المبكر، قم بتسجيل نقطة واحدة لرسم دائرة مغلقة، ونقطة لوضع الأرقام بشكل صحيح ونقطة لكتابة جميع الأرقام الاثني العشرة ونقطة لوضع اليدين بشكل صحيح، وفي حالة حصول الشخص على الأربع نقاط، فإن ذلك يدل على سلامة الشخص العقلية والمعرفي، وأي نقطة أقل ضائعة تدعو للقلق.

وينسجم هذا الاختبار مع مجموعة واسعة من اختيارات القدرة المعرفية، بما في ذلك الذاكرة والوظائف التنفيذية مثل التخطيط لحل المشكلة، وأظهرت دراسة جديدة أنه مفيد للقياس الصحة الادراكية، ويؤكد الطبيب النفسي وأخصائي الخرف السرير دان نايتنغال، إذا كانت حصلت على علامة ناقصة في هذا الاختبار فعليك مراجعة الطبيب فورا. 

6-    اختبار جلوس القرفصاء للتوازن
قف أمام المرآة، ثم قم بالنزول والجلوس القرفصاء على الأرض ببطء بدون استخدام اليدين للدعم أو الركوع، ثم عد للوقوف مرة أخرى، لا تحاول أن تقوم بهذا الاختبار إذا كان لديك التهابات في المفاصل أو الركبتين. ويهدف هذا الاختبار إلى الجلوس والنهوض بدون مساعدة، واحذف نقطة لكل مرة استخدمت يدك أو ركبتك للجلوس أو الوقوف مرة ثانية، ونصف نقطة عندما تتمايل، من أصل عشر محاولات، عليك أن تحقق في النهاية ثماني نقاط.

ويقيس هذا الاختبار قوة العضلات والتوازن والمورنة وخفة الحركة، ففي دراسة نشرت العام الماضي لأمراض القلب الوقائية، وجد الباحثون أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة ممن تمكنوا من القيام بهذا التمرين دون التمايل أو استخدام أيديهم عاشوا لفترة أطول، وأولائك الذين تمكنوا من تسجيل أقل من ثماني محاولات تضاعف ليدهم احتمالية الموت خلال الست سنوات القادمة من حياتهم، وبالعموم عليك أن تكون مرنا للقيام بهذا الاختبار، والمرونة والرشاقة تدل على صحة الشرايين القلبية.

وتسمح الشرايين الصحة بتحرك الدم بحرية خلال الجسم، في حين أن الشرايين غير المرنة تتطلب من القلب العمل بجهد أكبر، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
 
7-    اختبار التمايل للتأكد من سلامة الغدة الدرقية
 قم ببسط يدك ثم ضع ورقة A4 على الكف، وفي حالة اهتزت الورقة بشكل مفرط فإن ذلك يدل على وجود فرط نشاط في الغدة الدرقية، فوفقا لأستاذ الغدد الصماء في جامعة شيفيلد ريتشارد روس " يعتبر اهتزاز اليدين دليلا على علامة التسمم الدرقي، الذي يسببه فرط في إنتاج هرمون الغدة الدرقية، ويمكن ألا يلاحظ الشخص العادي اهتزاز يديه، وبالتالي يعتبر اختبار الورقة ضرورية، كما يمكن ان يكون الارتعاش بسبب تناول كميات من الكافيين وأدوية الربو والقلق وانخفاض مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يكون الارتعاش علامة مبكرة على مرض باركنسون.

ويعد مرض فرط نشاط الغدة الدرقية شائعا لدى النساء، فهن أكثر عرضة بنسبة أربع مرات للإصابة به مقارنة بالرجال، ويسبب هرمون الغدة الدرقية عدم انتظاما في أداء وظائف الجسم، ما يسبب نبضا زائدا في العضلات، فضلا عن فقدان للوزن والقلق وتقلب في المزاج وصعوبة في النوم، ويمكن أن يساعد اختبار الورقة على تشخيص هذه الأعراض والتي غالبا ما يعزوها البعض للإجهاد وانقطاع الطمث.

8-    اختبار الكرسي لتفادي السقوط والدوار: 
اطلب من صديق لك أن يقف عند كرسي تجلس عليه، وأن يستخدم ساعة توقف ثم قم وامش لمسافة 3 متر واستدر ثم عد إلى مكانك مرة أخرى، ويجب أن تتوقف الساعة في الوقت الذي يجلس فيه الشخص على الكرسي، ويتمثل استغراق 10 ثواني في الحركة أو أقل على سلامة حركة الشخص، إلا إن استغراق من 13-20  ثانية يدل على أن هناك خلالا في حركة الشخص، وكلما زادت المدة دل ذلك على وجود خلل أكبر في حركته، ويوصي أخصائي العلاج الطبيعي فيكي جونستون القيام بهذا الاختبار كتمرين يومي لتحسين الأداء، ويقول "قم بعمل هذا التميرين أثناء مشاهدتك للتلفزيون، وخصوصا في فترة الإعلانات، واجلس ببطء على الكرسي، وكرره حتى تستطيع القيام به في وقت أقل".

9-    اختبار التلفون للسماع
تقدم الصحة البريطانية نظام اختبار للسماع من خلال الاتصال على رقم واتباع التعليمات التي تنطوي على سماع لصوت قراءة للأرقام أثناء وجود ضوضاء في الخلفية، وينصحون الأشخاص بتكرار المحاولة مع كل أذن، وطلب الأرقام التي يسمعونها من خلال لوحة مفاتيح الهاتف الخاصة بهم.

ويتيح هذا الاختبار تقييم قدرة الاستماع لدى الأشخاص خصوصا بوجود الضوضاء، في محاكاة لغرفة مزدحمة، ويعتبر انخفاض السمع أمرا طبيعيا مع التقدم في العمر بسبب خلايا الشعر الصغيرة التي تنمو بكثرة في الأذن الداخلية، ويمكن أن يكون عاملا وراثيا، أو بسبب التعرض لضوضاء صاخبة أو التدخين، ويعتبر ضعف أو فقد السمع من مضاعفات السكري أو العلاج الكيميائي، وإذا شعر الإنسان بالقلق عليه التوجه للطبيب على الفور.