خطورة التوقيت في استجابة جسدك للأدوية

كشفت دراسة حديثة عن أهمية توقيت كل نشاط تقوم به على مدار اليوم، حيث أن الساعة البيولوجية للجسم تستجيب لكل تفاعل على حسب التوقيت الذي تقوم به. فإذا كان عليك الحصول على تطعيم معين، فربما من الأفضل أن تتناوله في الصباح، نظرا لأن لقاح "الانفلونزا" يكون أكثر فعالية عندما يتم حقنه في النصف الأول من اليوم.

وبإجراء دراسة على بعض الذين تم تلقيحهم بمصل مضاد للأنفلونزا، وجد الباحثون أنه بعد شهر واحد من تطعيم أولئك الذين تناولوا الأمصال في الصباح، كانت تركيزات الأجسام المضادة لمكافحة الانفلونزا أعلى بكثير من تلك التي تم حقنها في فترة ما بعد الظهر.

كبير الباحثين، الدكتورة آنا فيليبس، أوضحت: "نحن نعلم أن هناك تقلبات في الاستجابات المناعية على مدار اليوم، وأردنا أن نعرف بتلك الدراسة ما إذا كان هذا سوف يمتد إلى استجابة الأجسام المضادة للتلقيح".

ويشرح استاذ روسل فوستر، وهو رائد من هذه الأحياء الجسم على مدار الساعة الذي يوجد مقره في جامعة "أكسفورد"، ومؤلف كتاب إيقاعات الحياة: الساعات البيولوجية التي تتحكم في الحياة اليومية لكل شيء حي، لماذا التوقيت مهم في كيمياء الجسد.

ويقول: "كل الحياة على الأرض قد تطورت في إطار دورة متغيرة بشكل متوازن من الضوء والظلام، وكذلك الكائنات الحية من البكتيريا وحيدة الخلية في شخص يملك تمثيلا داخليا من الوقت".

وهذا يعني أن أي شخص قد سافر لمسافات طويلة يعلم أن هذا صحيح، نظرا لتغير الإيقاع الداخلي للجسم بتغير الوقت المعتاد عليه للحياة. والحقيقة هي أننا ليس لدينا الساعة البيولوجية واحدة فقط للجسم، بل لدينا الملايين منها.

البروفيسور مايكل هاستينغز، عالم مجلس البحوث الطبية الذي يوجد مقره في جامعة كامبريدج أوضح: "كنا نعتقد أنه لا يوجد سوى ساعة واحدة في المخ وكل شيء آخر في الجسم، ولكن الحقيقة أن جميع أجزاء الجسم لديها ساعات محلية خاصة بها، أو على الأقل بعض منها يمكن أن يؤثر على الساعة الرئيسية في المخ".

إنها تشبه الأوركسترا بعض الشيء، الساعة البيولوجية الرئيسية للجسم والتي توجد في المخ هي موصل يحدد الإيقاع، وعندما يتم توقيت كل الساعات الأخرى تماما تقوم بعمل الأوركسترا، حيث تدفع الجسم للوصول لذروة قدرته.

وبناء على تلك النظرية، كيف يمكن لك القيام بجميع الأنشطة في الحياة وفقا للوقت المناسب الذي يتفق مع ساعات جسدك البيولوجية.

1.    الساعة السادسة صباحا
فرص الإصابة بنوبة قلبية بين 6 صباحا والظهر هي 49% أعلى مما تكون عليه في أي وقت آخر من اليوم، كما يقول البروفيسور فوستر. وذلك لأن الدم لدينا يكون أكثر لزوجة وعرضة للتجلط، كما أن ضغط الدم يرتفع بسرعة كلما سهرنا، وتقل أيضا مرونة الأوعية الدموية، لذلك تصل ذروة فرص الإصابة بالذبحة الصدرية بين 06:00 حتي 08:00، وترتفع مخاطر الاصابة بأزمات قلبية أو سكتة دماغية من 8:00 حتي 10:00.

لذلك إذا كنت تأخذ أدوية منع تجلط الدم مثل "الوارفارين" يجب أن تحتفظ بها بالقرب من سريرك، لتأخذ واحدة عندما تستيقظ ثم تنال بعض الراحة والحفاظ على هدوئك لمدة ساعة أو نحو ذلك حتى تصبح نافذة المفعول.
2.    الساعة السابعة صباحا
في هذا الوقت من اليوم حمى القش، والصداع النصفي وآلام التهاب المفاصل كلها تبلغ ذروتها، لذلك من المفضل أن تضبط المنبه للاستيقاظ في هذا التوقيت لتناول الدواء الخاص بتلك الأمراض ثم تعاود النوم مرة أخرى.
3.    الساعة الثامنة صباحا
لا تمارس الرياضة في هذا الوقت، إذا كان هناك تاريخ عائلي من مرض القلب، حيث يكون نظام القلب والأوعية الدموية غير مستعدة للضغط الإضافي من التمارين عندما تكون مستيقظا لتوك.
 
ولكن إذا كنت تحاول فقدان الوزن، اضبط ساعتك ساعة مبكرة أو ما نحو ذلك لممارسة الرياضة قبل وجبة الفطور، أما إذا كنت تحاول إنجاب طفل، هذا هو أيضا الوقت لممارسة الجنس، حيث يكون عدد الحيوانات المنوية الذكرية أعلى في هذا الوقت من اليوم.

4.    الساعة التاسعة صباحا
الصباح هو أفضل وقت لإجراء عملية جراحية، حيث وجدت دراسة أميركية أن الذين فرص نجاح العملية في ذلك الوقت أعلى بكثير من إجرائها في أي وقت آخر من اليوم.

5.    الساعة العاشرة صباحا
هذا هو الوقت المناسب لمراجعات الامتحانات أو عرض عمل مهم، حيث نكون منتبهون، ويكون مخنا في ذروة أدائه عندما يتعلق الأمر بهضم وتذكر المعلومات.

6.    الساعة الحادية عشرة صباحا
قم بعمل جدول زمني لأي مهام معقدة في هذا الوقت، حيث يكون التفكير المنطقي والتركيز والذاكرة على المدى القصير في أفضل حالاتهم في وقت متأخر من الصباح إلى الظهر.

7.    الساعة الثانية عشرة ظهرا
إذا كنت تعاني من هشاشة العظام، ربما يكون هذا هو الوقت الأنسب لتأخذ المسكنات اللازمة، حيث يكون أكثر فاعلية.

8.    الساعة الواحدة ظهرا
بصرف النظر عن حقيقة أنك تكون على الارجح جائعا في هذا الوقت من اليوم، فهذا هو الوقت المناسب لتناول الطعام إذا كنت تمارس الرياضة في وقت لاحق من اليوم، عندما يكون الجسم في ذروته.

الأكل الآن سيضمن لجسمك أن يتغذى جيدا، ولكن النظام الخاص بك يحدد الوقت لهضم كل شيء، والتركيز على ضخ الدم المؤكسج إلى العضلات

9.    الساعة الثانية ظهرا
الجميع على دراية بأن الركود بعد الغداء، يشعرنا بالفراغ وأننا غير قادرين على التركيز. فبدلا من التوصل لجرعة بسيطة من السكر، حاول أن تتجول وتمتد، اشرب ماء أو تناول وجبات خفيفة صحية مثل الفواكه المجففة والمكسرات أو الموز.
 
10.   الساعة الثالثة ظهرا
تجنب هذا الوقت لأي نشاط طبي
 
 11.   الساعة الرابعة ظهرا
تمرينات التنفس تعمل على أفضل وجه في وقت متأخر بعد الظهر.
12.   الساعة الخامسة بعد الظهر
تناول وجبة خفيفة قائمة على البروتين لاستعادة مستويات السكر في الدم وإعطاء العضلات البروتين التي تحتاجها للإصلاح.
13.   الساعة السادسة مساء
الوقت المفضل للوظائف الثقيلة والقائمة على أساس الوزن، نظرا لقوة العضلات، قوة قبضة، وكفاءة القلب والأوعية الدموية والمرونة في هذا الوقت.
14.   الساعة السابعة مساء
تجنب تناول الكربوهيدرات في هذا الوقت
15. الساعة الثامنة مساء
تناول القهوة الأخيرة، فالكافيين له نصف عمر من بين ثلاث وخمس ساعات، حتى لا يسبب لك الأرق.
 
16.    الساعة العاشرة مساء
إذا كنت تعاني من الربو، ليس هذا الوقت المناسب لاستخدام جهاز الاستنشاق المانع الخاص بك، فالربو ليلا هو شائع، كما أظهرت الدراسات أن ذروة الهجمات تكون ما بين الساعة 02:00 و 04:00 صباحا.

ولتحقيق أقصى فائدة، يجب عليك استخدام جهاز الاستنشاق المانع مرتين في اليوم، في وقت منتظم، ولكن اترك الجرعة الثانية الخاصة بك في أكثر وقت متأخر ممكن لضمان الاستفادة القصوى أثناء النوم.

17.    الساعة الحادية عشرة مساء
إذا كان عسر الهضم يسبب لك مشكلة، تناول في هذا الوقت مضاد للحموضة