الرضاعة الطبيعيّة قد تُسبّب تسوّس الأسنان

أكّدت دراسة جديدة، أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعيّة لفترات طويلة، هم أكثر عرضة للإصابة بتسوّس الأسنان، على الرغم من فوائدها إلا أن الأبحاث أثبتت أنها لا تخلو من السلبيّات.
وأثبت علماء من جامعة كاليفورنيا، بقيادة بنيامين تشافي، أن "الرضاعة الطبيعيّة المتكرّرة للأطفال لأكثر من عامين، تسبّب التسوّس الشديد للأسنان، حيث وجد العلماء أن طول فترة الرضاعة الطبيعيّة كانت السبب في تسوّس أسنان 458 طفلاً ينتمون إلى أسر منخفضة الدخل، في بورتو أليغري في البرازيل، وأن الأطفال التي أُجريت عليهم الدراسة عمرهم يسمح لهم بتناول الأطعمة الصلبة مثل حليب أمهاتهم.
وأفاد تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانيّة، أن الباحثين فحصوا أطفالاً أعمارهم بين 6 و12 و38 شهرًا، ووجدوا أن 40 % من الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعيّة من 6 إلى 24 شهرًا يُعانون من تسوّس الأسنان، أما الأطفال الذين يرضعون لأكثر من عامين وبشكل مُتكرّر يُعاني 48 % منهم من تسوّس الأسنان.
وقال الدكتور تشافي، "لا تشير دراستنا إلى أن الرضاعة الطبيعيّة تسبّب تسوّس الأسنان، لكنه من الممكن أن حليب الثدي بالتزامن مع فائض السكر المكرّر في الأغذية الحديثة يُسهم في زيادة تسوّس الأسنان في حالات الرضاعة الطبيعيّة التي تمتد لمدة طويلة، ونحتاج إلى مزيدٍ من الأبحاث، لكن نتائج الأبحاث تتماشى مع المبادئ المهنيّة لطب الأسنان، وتُوحي بتجنّب الرضاعة الطبيعية عند نمو الأسنان، ولابد من تحديد الوقت المناسب لفطام الطفل، ويكون بقرار من طبيب أطفال، مع أهمية وضع صحة الأسنان في الاعتبار".
وأعلن أستاذ في مركز بيولوجيا الفم في "المركز الطبيّ لجامعة روتشستر" في نيويورك، الدكتور ويليام بوين، أن للرضاعة الطبيعية جانبين، الأول هو أن حليب الأم لديه قدرة ضئيلة على تعزيز تسوّس الأسنان، والجانب الثاني أنه عندما يرضع الطفل يجفّ فمه من اللعاب، وذلك يمنع من تحطيم البكتريا مما يزيد من فرص تسوّس الأسنان، فيما نصح الأمهات بتنظيف أسنان أطفالهم، بقطعة مبللة من القماش، لإزالة بقايا الطعام بشكل فعَّال.
وتُوصي منظمة الصحة العالمية "WHO"، بتغذية الأطفال بحليب الأم حتى الأشهر الستة الأولى من حياتهم، مع إضافة أطعمة صلبة إلى النظام الغذائيّ للطفل بعد ذلك، وباستمرار الرضاعة الطبيعيّة للأطفال حتى سن سنتين أو أكثر.