عوادم السيارات

حذر طبيبا الأمراض الجلدية الرائدة الدكتور هيلاري ألان والدكتور ميرفن باترسون من ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من بقع النمش، والبقع الداكنة والتجاعيد نتيجة لعوادم المرور، وأوضحا أن التلوث المروري هو الآن المادة الأكثر سمية للوجه، وكشفا أن جزيئات من عوادم المرور قادرة على التوغل عميقا في الجلد، مما يسبب ضعف الحاجز الطبيعي ويسمح للبكتيريا والملوثات البيئية أن تدخلها.

ويسبب التلوث أضرار لخلايا الجلد، وتسريع انهيار الكولاجين الذي يحافظ على ليونة الجلد لدينا، مما يؤدي في النهاية إلى مشاكل في الصبغة والتجاعيد, ولا يتخذ سكان المدن الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم في نهاية المطاف، يرتدون التلوث على وجوههم منذ عشر سنوات، إضافة إلى الأمراض الجلدية والتناسلية, ويأتي التحذير بعد أن كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة تحقيقات الأمراض الجلدية بالضبط كيف أن أبخرة حركة المرور يمكن أن تسبب العجز لبشرتنا.

وبينت الدراسة أن الناس الذين يعيشون في مناطق شديدة التلوث أكثر عرضة لبقع التقدم في العمر والبقع الداكنة, ومقابل كل زيادة من 10 ميكروغرام في تركيز أكسيد النيتروز، وهو مقياس التلوث الجوي، تزيد البقع الداكنة عند الناس بنسبة في المائة, وعلى أرض الواقع في العيادات، لاحظت الدكتورة هيلاري ألان والدكتور ميرفن باترسون ارتفاعا كبيرا في الناس الذين يطلبون المساعدة لمشاكل التصبغ, كما أن الأسئلة والاستفسارات حول علاج التصبغ قد ارتفعت بنسبة 300 في المائة في غضون خمس سنوات في ست عيادات في جميع أنحاء المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية, ورأوا أيضا زيادة بنسبة 25 في المائة في الناس الذين يأتون لاستشارتها حول البقع الداكنة في نفس الإطار الزمني.

وقالا إن عدد الناس الذين يشترون منتجات لاستهداف التصبغ ارتفع بنسبة 100 في المائة, وأضافا أن معظم الناس الذين طلبوا المساعدة يعيشون في لندن وجنوب شرق، مع أكثر من 95 في المائة من حالات التصبغ التي تحدث هناك، مقارنة بمناطق مثل أيرلندا الشمالية وديربيشاير.

وقالت الدكتورة ألان: "إن نتائج الدراسات الحديثة التي تربط بين تلوث الهواء مباشرة بظهور التصبغات وعلامات الشيخوخة على الجلد مقلقة جدا، إنه يجعلنا نعيد التفكير تماما في كل ما نعرفه عن التصبغ، أنها ليست الشمس ولكن التلوث المروري الذي هو يصيبنا بالشيخوخة المبكرة ويقتل بشرتنا, وأضافت, "هذه الدراسة تظهر أن زيادة تلوث الهواء تسبب التصبغ غير المرغوب فيه على الجلد، وهو مساهم بشكل كبير في علامات شيخوخة الجلد."

وقال الدكتور باترسون إنه إذا استمر تلوث الهواء في التدهور بعد ذلك على هذا المعدل، فإنه يتوقع 90 في المائة من أولئك الذين يعيشون في المدن الملوثة وحركة المرور الخانقة، أن يطوروا بقع العمر الغير مرغوب فيها.

وأضاف: "إن التلوث المروري يحتوي على مادة هي الأكثر سمية للبشرة، وحلم كمال الجلد هو أكثر لأولئك الذين يعيشون ويعملون في المناطق الملوثة بحركة المرور ما لم تتخذ خطوات لحماية بشرتهم الآن، فسوف يضيف التلوث 10 أعوام على وجوههم", وتابع: "بعض الجزيئات مثل السخام والغبار والدخان الكثيف يمكن رؤيته بالعين المجردة، أما الجزيئات الأخرى صغيرة جدا ويمكن رؤيتها فقط بواسطة المجهر الإلكتروني."

ويشير العلماء إلى هذه الجسيمات صغيرة مثل الهيدروكربونات العطرية المتعددة متعددة الحلقات، ويتم إنتاجها من قبل نيران الفحم، ومحطات الطاقة، فضلا عن عوادم السيارات، وخصوصا محركات الديزل.

ويمكن لهذه الجزيئات متعددة الحلقات أن تذوب في الزيت، وهذا يعني أنها يمكن أن تخترق الطبقات الخارجية من الجلد، مما يغير حاجز الجلد ويعطل الاتصال بين الخلايا السطحية, وهناك روابط قوية بين خلايا سطح الجلد الحيوية لحمايتها من هجمات الميكروبات الأخرى والعوامل البيئية، وعندما يضعف هذا الدرع يترك طبقات أعمق من الجلد عرضة للهجوم, وفور أن تتوغل هذه الكربوهيدرات في أنسجة الجلد، فأنها تسهم في الاكسدة وهي عملية تعجيز خلايا الجلد, وتسبب تدمر الكولاغين في الجلد، مما يؤدي إلى التصبغ الغير مرغوب فيه وتشكل التجاعيد.

وكشف الدكتور باترسون: "الناس ذوي البشرة الحساسة يقدرون الآن بما يزيد على 50 في المائة من سكان المملكة المتحدة، وكذلك أولئك الذين يعانون من الأمراض الجلدية الالتهابية مثل الأكزيما، هم أكثر عرضة لتأثيرات تلوث الهواء".