البنجر

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن الشمندر (البنجر) يمكن أن يساعد في مكافحة مرض "ألزهايمر"، حيث يبطئ الـ"بيتانين"- وهو المُركّب الذي يعطي البنجر لونه الأحمر المميز- تراكم بروتين اللويحات المتشابكة في الدماغ، الذي يرتبط بالمرض.

ويقول المشرف الرئيسي على الدراسة الدكتور لي-يونيو مينغ، من جامعة جنوب فلوريدا "تشير بياناتنا إلى أن بيتانين، وهو مركب موجود في البنجر، يعمل على وقف تشاط بعض التفاعلات الكيميائية في المخ التي تشارك في تطور مرض ألزهايمر"، ويضيف "هذه ليست سوى خطوة أولى، ولكننا نأمل أن تشجع نتائجنا العلماء الآخرين على البحث عن هياكل مشابهة لمركب بيتانين الذي يمكن استخدامه لتطوير الأدوية التي يمكن أن تجعل الحياة أسهل لأولئك الذين يعانون من هذا المرض".

ويصيب مرض ألزهايمر حوالي 5.5 مليون شخص في الولايات المتحدة و 850،000 في المملكة المتحدة. ويعيش معظم المصابين حوالي 8 إلى 10 سنوات من تشخيصهم بالمرض، كما أن حالات الخرف، التي من بينها مرض ألزهايمر هي أكثر أنواع اضطرابات المخ شيوعًا، ومن المتوقع أن تصل أعدادها إلى ثلاثة أضعاف على الصعيد العالمي بحلول عام 2050.

من جانبه، أوضح الباحث المشارك في الدراسة، داريل كول سيراتو: "لا يمكننا القول أن بيتانين يوقف التفاعلات الكيميائية بالمخ بشكل كامل، ولكن يمكننا القول إنه يقلل من الأكسدة ما يمكنه أن يمنع الإصابة إلى درجة معينة،كما يؤدي إلى إبطاء تجميع الأحماض الأمينية ألزهايمر (بيتاأميلويد )، والتي يعتقد أنها السبب الرئيسي لمرض ألزهايمر"، وفقا للبروفسور مينغ، فإن تلف الدماغ يحدث عندما تعلق البروتينات، والمعروفة باسم بيتا اميلويد، نفسها بالمعادن، مثل الحديد أو النحاس.

ويمكن أن يتسبب ذلك في اختلال البروتينات وربطها في كتل يمكن أن تعزز الالتهاب والأكسدة، وهي عملية شبيهة بالصدأ، في الخلايا العصبية القريبة، التي تقتلها في النهاية، فيما تشير الأبحاث السابقة إلى أن عصير الشمندر أو البنجر يحسن أيضًا تدفق الأكسجين إلى الدماغ للمرضى من كبار السن وقد يحسن الأداء المعرفي.

ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قام الباحثون بتحليل اثر بيتانين على منع النحاس من التأثير على بيتا اميلويد، لمنع الضرر ووجدوا ان "صدأ الدماغ" ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 90٪، ثم قام الباحثون بتقييم اثار بيتا اميلويد التي تتبع الأكسدة، عن طريق قياس تفاعل بيتا اميلويد عند تعرضه للمعادن فقط ، وقد تسبب بيتا الأميلويد في أكسدة كبيرة، وتم تقديم النتائج في الاجتماع الوطني الـ 255 للجمعية الكيميائية الأميركية "National Meeting & Exposition" في نيو أورليانز.

ويأتي هذا بعد أن توقع العلماء الحائزون على جوائز في وقت سابق من هذا الشهر أن مرض ألزهايمر يمكن التحكم فيه كفيروس نقص المناعة البشرية في غضون 10 سنوات، وقالت البروفيسور ميشيل جويدرت، من جامعة كامبردج : "إن مرض ألزهايمر سيصبح مثل فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال موجودا ولكن يمكن احتواؤه أو تقلصه بواسطة العلاج الدوائي".