التعرض لأشعة الشمس

كشفت دراسة حديثة أن التعرض لأشعة الشمس قد يساعد على التخلص من الوزن الزائد الذي تم اكتسابة في فصل الشتاء، وقد اكتشف العلماء في جامعة ألبرتا في كندا أن الخلايا الدهنية التي تقع تحت الجلد حساسة للضوء الأزرق المنبعث من الشمس، وخلال فصل الشتاء، تكون هذه الخلايا محمية إلى حد كبير من أشعة الشمس، مما يتيح لها فرصة للنمو والبناء، لكنها تتقلص عندما تتعرض لمزيد من الضوء في الأشهر الأكثر دفئًا، كما أكد الباحثون أن الجلد والدهون يلعبان دورًا في الحفاظ على الساعات البيولوجية لدينا.
 
ولا تطرأ فكرة أخذ حمام شمسي للحصول على الجسم المثالى على الكثير من الأذهان، ويوفر البحث سببًا آخر للاستلقاء في أشعة الشمس مع وضع الواقي الشمسي للحماية من سرطان الجلد، وهو أن أشعتها تساعد على زياده مستويات فيتامين د ، وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة ومدير معهد ألبرتا للسكري في الجامعة الدكتور بيتر لايت: "عندما تخترق موجات الضوء الزرقاء - ضوء الشمس -  بشرتنا وتصل إلى الخلايا الدهنية تحتها، تقلل من حجم الدهون وتقوم بإطلاق سراحهم خارج الخلية".
 
وأضاف لايت: "بعبارة أخرى، خلايانا لا تخزن الكثير من الدهون، بما في ذلك الكولسترول والدهون الثلاثية، وقد تزيد مستوياتها عندما نزيد الوزن"، وتابع: "إن عدم التعرض الكافي للأشعة الشمس والذي يحدث خلال ثمانية أشهر من العام عندما تعيش في المناخ الشمالي قد يقوم بتعزيز تخزين الدهون ويساهم في زيادة الوزن النموذجية التي تحدث للبعض منا على مدى فصل الشتاء".
 
وفي الولايات المتحدة وكندا، يعاني ما بين 70 و25 في المئة من السكان،  من زيادة الوزن - ففي نصف الكرة الشمالي، قد يكون هذا صحيحًا بشكل خاص. وقد أظهرت الأبحاث أن الناس يميلون إلى كسب خمسة إلى سبعة باوندات في المتوسط خلال أشهر الشتاء، وقد تم إلقاء اللوم على مجموعة من العوامل من تناول المزيد من الأطعمة المريحة لمكافحة "برودة  الشتاء" لعدم القيام بممارسة الرياضة، والإقلال من تناول الفواكه والخضروات الطازجة.
 
ويأمل الدكتور لايت، أن يتم التوصل وتطوير عقاقير جديدة، أو حتى علاج خفيف، لمكافحة السمنة والسكري وغيرها من القضايا الصحية ذات الصلة، وحذر من أن النتيجة ليست سوى ملاحظة أولية وحمامات الشمس ليست بعد وسيلة آمنة أو موصى بها لإنقاص الوزن، لكنه يقول إن الحصول على الكمية المناسبة قد يلعب دورًا.
 
وأوضح الدكتور لايت: "على سبيل المثال، نحن لا نعرف حتى الآن شدة ومدة الضوء اللازمة لتحقيق نقصان الوزن"، وتكهن: "ربما هذه الآلية قد تساهم في تحديد عدد الخلايا الدهنية التي ننتجها في مرحلة الطفولة -والتي يعتقد أنها تبقى معنا في مرحلة البلوغ"، وقام فريق الدكتور لايت بهذا الاكتشاف أثناء التحقيق في كيفية قيام الخلايا الحيوية في الخلايا الدهنية بإنتاج الجلوكوز لتنظيم هرمون الأنسولين عند تعرضها للضوء، لمساعدة المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 1."، واستنادًا إلى النتيجة، فإن الخلايا الدهنية التي نخزنها بالقرب من بشرتنا قد تكون بمثابة ساعة بيولوجية طرفية.