الحياة في المدن أقلّ سعادة

كشفت دراسة حديثة أنّ سكان المناطق الريفية هم أكثر سعادة مِن سكان المدن الحضرية، ووفقا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية شملت الدراسة تحليل بيانات 400.000 شخص في جميع أنحاء كندا باستخدام مقياس السعادة المعترف به على نطاق واسع.

وتُوفّر المدن الرواتب الأعلى ومستويات التعليم الأفضل، مع معدلات بطالة أقل، ومع ذلك، لم يكن ذلك يعني شيئا في مقياس السعادة، فالناس الذين يعيشون في الريف كانوا في المتوسط أكثر سعادة من الناس في المناطق الحضرية بثمانية أضعاف حسبما كشفت نتائج الدراسة.

وقال الباحثون إنّ النتائج تكشف عن الأهمية التي لا يمكن إنكارها للمجتمعات القوية ذات العزلة الاجتماعية، وخلُص الباحثون في الدراسة إلى أن "الحياة أقل سعادة بشكل ملحوظ في المناطق الحضرية".

ولتقييم السعادة، سأل الباحثون في جامعة ماكجيل في مونتريال وكلية فانكوفر للاقتصاد في كندا، المتطوعين بالدراسة عن مدى رضاهم عن حياتهم بمقياس من واحد إلى عشرة، ثمّ قاموا بتحليل ذلك إلى أسئلة متنوعة في نفس النقطة، وبشكل عام، وصلت معظم الإجابات بين 7.04 و8.94 من 10، وخمسة في المائة فقط سقطوا تحت تقييم خمسة من 10.

ووجد الباحثون أنّ سكان المدن أقل سعادة بنسبة 800 في المائة من سكان المدن الصغيرة أو المناطق الريفية، وقال الباحثون إن أسباب ذلك كثيرة لكن السبب الرئيسي عدم وجود قاعدة مجتمعية قوية، وأظهرت عشرات الدراسات أن سكان المدن لا يميلون إلى الاتصال العادي بالعائلة أو الأصدقاء.

كما كشفت دراسة هذا الأسبوع أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تغيّر نشاط الدماغ، فتغمر المخ بمواد كيميائية تُغذّي الخوف والعدوان، كما يميل سكان المدن إلى إنفاق المزيد من دخلهم، 30 في المائة على الأقل، على مساكنهم، وهو ما يُشكّل إجهادا كبيرا لهم.

وقال أحد أخصائيي العلاج النفسي في تورونتو لـ"غلوبل نيوز" الكندية، إن الناس في المناطق الحضرية يشعرون بأنهم أقل أمنا، حتى دون وعي.