نقص فيتامين (د) يحفز السمنة المفرطة

 تعدّ البدانة من أبرز مشاكل العصر الحديث، وتتزايد بشكل خاص في مرحلة الطفولة في مختلف أنحاء العالم، ولكن هناك خطوات يمكن اتخاذها لضمان عدم تعرض طفلك لخطر مضاعفات السمنة. وذّكر باحثون بكلية امبريال لندن ومنظمة الصحة العالمية، العام الماضي، أن أكثر من أربعة ملايين طفل بريطاني، تم تشخيصهم بحالات السمنة الشديدة.

وفي دراسة جديدة تم تحديد سببًا آخر لوزن الجسم غير الصحي لدى الأطفال وهو نقص فيتامين "د"، والذي يعرف باسم "فيتامين أشعة الشمس". وحسبما نقلت الصحيفة البريطانية عن دراسة حديثة نشرت في مجلة " Pediatric Obsesity" العلمية، أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من نقص فيتامين "د" كانوا أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من السمنة.

وفي اليونان، أجريت هذه البحوث على أكثر من 500 أم وطفل، وكشف العلماء أن نحو 66 في المائة من النساء الحوامل لديهن مستوى غير كاف من فيتامين (د) في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهذا يؤثر على وزن الجنين. وكشفت "ادوينا ريفيل" خبيرة التغذية في مجلة الصحة "Healthista"، في مقال لها، عن بعض الطرق لمساعدة طفلك على ابقائه بوزن صحي.

 

فتقول إدوينا، مديرة برنامج تغذية الأطفال لدى مجموعة "Early Start ": "إن تعدد أسباب السمنة قد أدى إلى إجراء الكثير من الأبحاث للتعرف على المخاطر المرتبطة بزيادة الوزن"، مضيفة أنها لم تر الكثير من الدراسات الأخرى التي تبين الصلة بين فيتامين (د) والسمنة. وأشارت إدوينا إلى أن "أهمية فيتامين د تتلخص في فائدته لصحة العظام حيث يساعد على تنظيم امتصاص الكالسيوم والفوسفور من النظام الغذائي. وهو مطلوب أيضا لنتمتع بعضلات صحية".

ولهذا السبب توصي الصحة العامة في إنجلترا بأن على كل شخص في بريطانيا أن يأخذ مكملات فيتامين (د) خلال أشهر الخريف والشتاء لمواجهة ليس فقط عدم وجود أشعة الشمس ولكن أيضا نمط الحياة في الأماكن المغلقة والوجبات الغذائية المصنعة.

 وأشارت إدوينا ريفيل إلى اتباع بعض النصائح لمنع الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة:

الرضاعة الطبيعية:

الرضاعة الطبيعية هي أفضل شكل من أشكال التغذية للرضع. وتوصي وزارة الصحة بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى من الولادة لأنها توفر جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، كما تقلل من خطر البدانة في مرحلة الطفولة اللاحقة، وكل شهر من الرضاعة الطبيعية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة بنسبة أربعة في المائة.

تناول نظام غذائي متوازن وصحي:

من المهم تناول نظام غذائي صحي ومتنوع على أساس مبادئ دليل "Eatwell"، لتلبية متطلبات الطاقة لدى أجسامنا. من المهم الحصول على التوازن الصحيح في النظام الغذائي ويحتاج الأطفال وجبات منتظمة ووجبات خفيفة صحية للحصول على كل الطاقة التي يحتاجونها كجزء من نمط الحياة النشط.

إبقاء أطفالك في نشاط:

الأطفال الآن أقل حركة جسدية من الأجيال السابقة، وهذه آثار سلبية على الصحة في المستقبل. وتبين الدراسات الحالية أن 9 في المائة فقط من الأولاد و 10 في المائة من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين سنتين وأربع سنوات يستوفون نشاطهم الطبيعي، لذلك أوصت الدراسات بأن يمارس الأطفال دون سن الخامسة نشاطين لمدة ثلاث ساعات على الأقل موزعة على مدار اليوم، نظرا لأن الأطفال الآن يقضون وقتا أطول في اللعب والتفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت من مشاهدة البرامج التلفزيونية.

وتظهر الإحصاءات أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 16 عاما يمضون متوسط ثلاث ساعات يوميا على الإنترنت، فيما تبلغ مدة مشاهدة التلفزيون أكثر من ثمان ساعات في الأسبوع، وهذا قد يشكل خطرًا للإصابة بالسمنة. فمن المهم للأطفال التفكير في زيادة أنواع الأنشطة التي تناسب نمط حياتهم ويمكن إدراجها بسهولة خلال اليوم. واسأل الأطفال عن الأنشطة التي يستمتعون بها، وشجعهم على متابعة والقيام بالنشاط بمتعة.

تناول كمية أقل من الأطعمة في البداية:

أن شهية الأطفال تتغير كلما كبروا ومن المهم أن يسمح للأطفال بتناول الأطعمة التي يرغبونها وقت الطعام. والأطفال منذ الولادة قادرون على تنظيم الشهية الخاصة بهم واستهلاك الطاقة وسيأكلون كمية مناسبة من الغذاء لتلبية احتياجاتهم من الطاقة في الجسم، لذلك عليك تشجيع الأطفال على التعرف على علامات الجوع وعلامات الشبع.

مراجعة تاريخ عائلتك المرضي:

أحد أسباب السمنة يرجع للوراثة وتزداد المخاطر عندما يكون كلا الوالدين مصابين بالسمنة بنسبة 19.8 في المائة، و 8.4 في المائة إذا كان أحد الوالدين يعاني من السمنة المفرطة.  ومن المهم للوالد أن يأخذ بزمام المبادرة والتفكير في أوقات تناول الطعام للأسرة. قد يكون من خلال القيام ببعض أنشطة الطهي أو تغيير بعض التقاليد البسيطة، بدلا من طلب البيتزا.

تأكد من حصول طفلك على قدر كافي من النوم:

عامل خطر آخر للسمنة هو النوم أقل من عشر ساعات كل ليلة. للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين واحد وثلاثة، ينصح  لهم بالنوم 11-12 ساعة في الليل. إذا كان الطفل لا يحصل على قسط كاف من النوم يمكن أن يؤثر ذلك على نشاطه ويكون أكثر عرضة لتناول الوجبات الخفيفة والأطعمة ذات الطاقة العالية، وهذا يؤثر بالسلب على وزنه، فليس بالضرورة انه يشعر بالجوع ليأكل.

الابتعاد عن الأطعمة المقلية:

ينصح بتناول الأطعمة دون إضافة الدهون من الزيوت من خلال القلي، إضافة إلى المشروبات منخفضة السعرات الحرارية، مثل الحليب منزوع الدسم وبالطبع الماء. تأكد من تجنب منح أطفالك المشروبات السكرية مثل مشروبات العصير والكولا