الأطفال برؤوس صغيرة بسبب فيروس زيكا

حذر العلماء البرازيليين من أن فيروس زيكا قد يكون أكثر خطورة على النساء الحوامل, وربط الخبراء المرض بعدة حالات عصبية، بالإضافة إلى صغر الرأس، حيث يولد الأطفال برؤوس صغيرة بشكل غير طبيعي, وأوضح أخصائي طب التوليد والأجنة، الدكتور ريناتو سا أنه يعتقد أن أطفال ما يصل إلى خمس النساء الحوامل المصابات بالفيروس يمكن أن يتأثروا بالاصابة به, وقال إلى بي بي سي: "يتوقع إن المرأة المصابة بالزيكا لديها فرصة واحدة في المائة من إنجاب طفل صغير الرأس، لكن إذا أخذنا في الاعتبار مجموعة من الحالات العصبية المحتملة الأخرى، يرتفع هذا الرقم إلى نحو 20%".

ومنذ فترة طويلة تم ربط الفيروس بالأطفال الذين يولدون صغيري الرأس، وهو مرض يتميز بالرؤوس الصغيرة بشكل غير معتاد، إلى جانب مشاكل في النمو, كما تم ربطه بمتلازمة غيلان باريه، أي اضطراب الأعصاب التي تسبب شلل العضلات المؤقت, وأشارت التقديرات السابقة إلى أن 1% من النساء اللائي تعرضن لزيكا أثناء الحمل أنجبن طفل صغير الرأس, ولكن الدراسة التي نشرت في نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين، أظهرت أن 29% من مسح تشوهات المواليد في الرحم، بما في ذلك قيود النمو، كانت للنساء المصابات بالزيكا.
ويأتي بعد أن قال الخبراء إن أوروبا تعد نفسها لإستقبال وصول زيكا بسبب أن البعوض الذي يحمل الفيروس سوف يتزاحم على القارة حين يصل الصيف, وعلى الرغم من انخفاض معدل الإصابة في البرازيل، فإن هناك احتمال إلى "زيادة ملحوظة" في التهابات زيكا، إذ ينتشر الفيروس إلى مناطق جديدة من العالم، وفقًا لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة, وحتى الآن تم احتواء زيكا إلى حد كبير في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، ولكن مع اقتراب فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي البعوض الذي يحمل المرض سوف يسافر إلى أوروبا.

وقالت مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية ماري بول كيني: "عندما تبدأ درجات الحرارة الموسمية في الارتفاع في أوروبا، نوعين من البعوضة الزاعجة مما تنقل الفيروس سوف تبدأ في التعميم، فالبعوض لا يعرف حدودًا", وهذا يعني أننا سنشهد زيادة ملحوظة في عدد الأشخاص الذين يعانون من زيكا والمضاعفات ذات الصلة، كما أن الرجال أيضا مهددون بخطر الإصابة بالزيكا والذي ينتقل إليهم من النساء عبر الجنس, ومن المعروف أن الفيروس ينتقل عن طريق بعوض (الزاعجة المصرية) والتي وجدت في المناطق الاستوائية, ولكن البعوض الثاني الذي ينقل زيكا وحمى الضنك، وقد تم العثور عليها في الدول الأوروبية في الصيف، بما فيها فرنسا واسبانيا وايطاليا واليونان وكرواتيا.

ويمكن أيضا إدخال الفيروس إلى منطقة جديدة عندما يختار البعوض المحلي أن يصل من إنسان مصاب، شخص يعود من عطلة في أمريكا الجنوبية، على سبيل المثال, وفي البرازيل، البلد الأكثر تضررًا من تفشي المرض، فإن المسؤولون يحققون في أكثر من 2500 حالة اشتباه في صغر الرأس، لكن السيدة كيلي قالت أن العدوى تتراجع بوضوح, وقال العلماء في الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل والهند والنمسا أنهم يعملون على 23 مشروعا للقاح لعلاج الزيكا، ولكن الأمر قد يستغرق سنوات لإنشائه، لذلك يتم فحص جدوى إنشاء لقاح الاستخدام في حالات الطوارئ, وينصح النساء في المناطق المتضررة بتأجيل الحمل.

وبدأ اندلاع زيكا في البرازيل في أوائل عام 2015، وجاء بعد تسعة أشهر من قبل موجة من الأطفال الذين يولدون صغيري الرأس، وزيادة في حالات غيان باريه, وأفادت البرازيل أن نحو 1.5 مليون إصابة من أصل المجموع العالمي الذي يقدر بمليونين في أكثر من 40 بلدًا, وفي ثماني دول، كانت هناك تقارير عن انتقاله من شخص إلى شخص عن طريق الجنس.