الرضاعة الطبيعية

أوضحت نتائج بحث رئيسي نشرتها مكتبة كوكرين أن الرضاعة الطبيعية تقلل من الألم الذي يشعر به الأطفال عند تلقيهم التطعيمات في طفولتهم, وأكد العلماء أن إرضاع الأطفال حينما يتم حقنهم يساهم في تقليل وقت البكاء بمعدل 38 ثانية.

ويجمع هذا البحث بين نتائج ست دراسات، أجريت على 547 طفلًا حتى سن 12 شهرًا, وأوضح الباحثون في جامعة أوتاوا في كندا أن الدراسة أدت إلى نتائج يمكن أن تستخدم لجعل الأمصال واللقاحات الضرورية أقل صدمة للأطفال وأولياء الأمور وكتب الباحثون: "اللقاحات للرضع ضرورية، ولكنها مؤلمة، فهي تسبب الضيق إلى الأطفال، وكثيرًا لوالديهم، ويمكن أن تؤدي إلى القلق في المستقبل، والخوف من الإبر, ولهذا الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون مجدية ومفيدة في تهدئة الأطفال والحد من الألم إلى ما بعد فترة الولادة وطوال مرحلة الطفولة".

وكانت منظمة الصحة العالمية غيرت توجيهاتها بشأن اللقاحات العام الماضي لتوصي بالرضاعة الطبيعية لأول مرة، وأكدت في بيان نشرته في سبتمبرأيلول 2015: " ينبغي أن تتم الرضاعة الطبيعية للرضع أثناء أو قبل دورة التطعيم بفترة وجيزة, إذا كان ذلك مقبولًا من الناحية الثقافية". وتعد الرضاعة الطبيعية من وسائل الراحة للرضع، ويعتقد الخبراء أن الأندورفين في حليب الأم يمكن أن يعمل أيضا كمسكن للألم.

ولكن هذه الممارسة نادرًا ما تشجع في هذا البلد، مع المسؤولين الذين يصرون أنه ليس عمليًا دائما، وجزء من المشكلة هو أن عدد أقل بكثير من الأمهات في بريطانيا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية مقارنة بالبلدان الأخرى, ولهذا تقترح هيئة الصحة البريطانية أن المرأة يجب عليها إطعام أطفالها بحليب الثدي فقط لمدة لا تقل عن ستة أشهر من العمر، ومن ثم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية في حين تقدم بشكل تدريجيًا مواد غذائية أخرى.

وثبت أن الرضاعة الطبيعية تحد من مخاطر السمنة، ومرض السكري والالتهابات، ولكن واحدة من خمس أمهات في بريطانيا لم تجرب الرضاعة الطبيعية، وأكثر من نصفهن لم ترضعن لم في غضون شهرين، وقال رئيس فريق البحث الدكتور دينيس هاريسون، أستاذ مشارك في التمريض في جامعة أوتاوا: "الرضاعة الطبيعية يمكن أن توفر أكثر بكثير من الغذاء. فهي توفر الراحة وتقلل من الألم، كذلك ليست مجرد إلهاء للطفل من الإبرة".

وأوضح هاريسون: "نحن نعلم أن ملامسة الجلد للجلد هو عامل مهم في راحة الطفل، جنبًا إلى جنب مع ضربات القلب، وصوت ورائحة الأم والطعم الجيد لحليب الثدي. وهناك أيضًا الأندورفين في حليب الثدي الذي له تأثير، ولكن نحن لا نعرف بالضبط الدور الذي تقوم به". وتشير الأبحاث السابقة إلى أن التربتوفان، والتي تتكون بشكل طبيعي من الأحماض الأمينية وتوجد بكميات كبيرة في حليب الأم، قد تلعب دورا في الحد من الألم،
ويطعم الأطفال في المملكة المتحدة ضد مجموعة من الأمراض في عامهم الأول، بما في ذلك الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي وشلل الأطفال والتهاب السحايا.

وأوضح مؤلفو دراسة كوكرين أن الألم هو السبب الرئيسي في أن الأمهات لا تجلب أطفالهن إلى جلسة التطعيم، ووجد الباحثون أن الرضاعة الطبيعية أكثر فعالية في الحد من الألم من تغذية الطفل بالماء أو محلول السكر الحلو, ووجد أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية بكوا لمدة تتراوح بين 14 ثانية ودقيقتين عندما تم حقنهم، وأظهرت الدراسات التي تمت مراجعتها، أن الأطفال الذين لا يرضعون يبكون لمدة تتراوح بين 35 ثانية وما يقرب من ثلاث دقائق.

وأكد الدكتور هاريسون أن الرضاعة الطبيعية خلال التطعيمات لا تكلف شيئًا، ولا تحتاج إلى معدات خاصة، ولا تتطلب أي تدريب إضافي. وبصفة عامة أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية بكوا لمدة 38 ثانية أقل، وسجلوا أيضًا ​​1.7 نقطة أقل في المتوسط على مقياس درجات الألم، بناءً على تعبيرات الوجه والسلوك،