الكشف عن معالجة "السيلوسيبين"

كشفت التجارب الغير مشروعة في السابق عن نوع سحري من الفطر يسمى "سيلوسيبين" يمكنه تحسين أعراض القلق والاكتئاب لدى مرضى السرطان إلى حد كبير، على الرغم من أن إدارة مكافحة المخدرات تدرج هذا العقار ضمن فئة المواد المحظورة مثل الهيروين وعقاقير الهلوسة، إلا أن مركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك أظهر في بحث له على مجموعة من المتطوعين أن الاستخدام المحكم لعقار "سيلوسيبين" يساعد على الشفاء من حالات الضيق النفسي. 

وعلى عكس التجارب السابقة لم يواجه المشاركون أي آثار سلبية خطيرة مثل أعراض خطيرة في الصحة العقلية، وتم تأييد الدراسة المميزة التي نشرت، الخميس، بواسطة 11 افتتاحية من قبل الخبراء في مجال الطب النفسي والإدمان والرعاية المُسكنة للألم، ويعني هذا الدعم الواسع أن إدارة الأغذية والعقاقير ربما تكون ملزمة يوما ما بالموافقة على هذا الفطر السحري كأحد أشكال الدواء.

وأفاد الدكتور ستفين روس من قسم الطب النفسي في جامعة نيويورك: "تعد نتائجنا أقوى دليل على الفائدة السريرية للعلاج بالسيلوسيبين من خلال إمكانية رعاية المرضى الذين يعانون من الضغوط النفسية المرتبطة بالسرطان، وغذا أثبتت العديد من التجارب السريرية نجاح العقار فربما يكون متاحًا كدواء آمن وفعّال وغير مكلف تحت رقابة صارمة للمساعدة على تخفيف معاناة المرضى التي تزيد من معدلات الانتحار بين مرضى السرطان".

 وليست هذه المرة الأولى لدخول الفطر السحري إلى المختبر، حيث تمت دراسة مادة السيلوسيبين منذ عقود ولديها ملف تعريفي آمن، لكنها تبقى تحت سيطرة كبيرة وتعتبر واحدة من العقاقير غير المشروعة الأكثر خطورة في أميركا, لكن حصل الفريق البحثي على وثيقة اتحادية لاختبار آثار مادة السيلوسيبين على 29 من المشاركين في الدراسة، وأقر الباحثون أنه لا يزال هناك الكثير لمعرفته بشأن الفوائد العصبية  للمادة، ولكن ثبت قدرتها على تنشيط أجزاء من المخ أثرت في إشارات السيروتونين الكيميائية والتي تتحكم في الحالة المزاجية والشعور بالقلق، ويرتبط الاختلال في السيروتونين بالاكتئاب. 

وكان معظم المشاركين في الدراسة من النساء المتطوعات الذين تتراوح أعمارهم بين 22-75 عامًا، حيث تعاني المشاركات كافة من أمراض الثدي أو الجهاز الهضمي أو سرطان الدم، وتم تشخيصهم بالمعاناة من ضائقة نفسية خطيرة تتعلق بمرضهم، وتم عرض المشاركين على طبيب نفسي قبل بدء الدراسة وأخصائي اجتماعي لتقديم المشورة لهم، وتم رصد الآثار الجانبية والتحسينات في حالتهم النفسية، وتم اختيار نصف المشاركين عشوائيًا وإعطائهم 0.3 ملليغرام لكل كيلو غرام من السيلوسيبين، فيما حصل الباقون على فيتامين أ (250 ملليغرام من النياسين).

وحصل المشاركون على هذه الجرعات بينما يقضون جلسات العلاج الخاصة بهم في حضور المعالج الخاص بهم مع تشغيل بعض الموسيقى، وتم تبديل العلاج بين مجموعتي المرضى بعد 7 أيام، ولم يعرف الباحثون أو المرضى من كان يتناول السيلوسيبين أو لا أو العلاج الوهمي ما جعل النتائج أكثر صحة، واستمر تحسن حالة المرضى فيما يتعلق بالقلق والاكتئاب في الفترة المتبقية من الرصد في الدراسة، ما يعني أن من حصلوا على السيلوسيبين أولًا تخلصوا من أعراض الاكتئاب لمدة 8 أشهر كاملة.

 وأشار المرضى إلى تحسن نوعية حياتهم بعد أخذ السيلوسيبين مثل الخروج بشكل أكبر وزيادة الطاقة والتعامل بشكل أفضل مع أفراد الأسرة والعمل بشكل جيد، فيما لفت بعضهم إلى اختلافات روحانية مثل الهدوء غير العادي وزيادة مشاعر الإيثار.

وأفاد الباحث المشارك في الدراسة الدكتور أنثوني بوسيس: "أظهرت دراستنا أن تجارب السيلوسيبين قللت من الضيق النفسي، وإذا كان ذلك صحيحًا لرعاية مرضى السرطان فيمكن تطبيقه على الحالات المرضية الأخرى التي تسبب ضغوط"، وحذر بوسيس من أن المرضى يجب ألا يستخدمو السيلوسيبين من تلقاء أنفسهم أو دون إشراف طبيب، مضيفا: "العلاج بالسيلوسيبين  ربما لا يكون في صالح البعض مثل من يعانون من مرض انفصام الشخصية، وكذلك يجب ألا يتناوله المراهقون".