جوز الهند

برز جوز الهند في الآونة الأخيرة باعتباره عنصرًا غذائيًا يمكن إضافته إلى نظام غذائي صحي، وازدادت شعبية المنتجات التي تعتمد على جوز الهند، وخصوصًا لدى الأشخاص الذين يعزفون عن تناول منتجات الألبان.

وارتفعت مبيعات ماء جوز الهند في بريطانيا بنسبة 120% عام 2014، في حين أفادت محلات "سينسبري" بأن هناك ارتفاعًا في مبيعات منتجات جوز الهند بنسبة 400%، وعلى الرغم من أن عشاق جوز الهند يزعمون أنه يحتوي على دهون صحية مفيدة لصحة القلب وتساعد على خفض الوزن، إلا أن أخصائية التغذية والمتحدثة باسم جمعية السكري البريطانية، هيلين بوند، تعتقد عكس ذلك.

وقيمت بوند منتجات جوز الهند الأكثر شعبية، موضحة "يعتقد الأشخاص أن جوز الهند صحي لأنه طبيعي، غير مدركين أنه يحمل كمية هائلة من السعرات الحرارية والدهون المشبعة".

ويوصف زيت جوز الهند كبديل جيد للزيوت الأخرى لأنه يصل إلى مرحلة الغليان عند درجة مرتفعة، ما يعني أنه عندما يتم تسخينه ينتج الجذور الحرة الضارة بصورة أقل، وهي الجزيئات المرتبطة بالشيخوخة والمرض، ويفقد العناصر الغذائية المهمة بصورة أقل.
ويزعم البعض انه يساعد على سرعة فقدان الوزن، وكشفت دراسة برازيلية في عام 2009 أن النساء البدينات، اللائي يعتمدن على مكملات زيت جوز الهند فقدن وزنا أكبر عند منطقة البطن، أكبر من تلك النساء اللائي يعتمدن على مكملات زيت فول الصويا.

وأوضحت هيلين "لا أدرك مدى مقدرته على خفض الوزن، وذلك لأنه يحتوي على نفس السعرات الحرارية الموجودة في زيت الزيتون، حيث تحتوي ملعقة كبيرة منه على 13 غرامًا من الدهون المشبعة مقارنة بـ 2.1 غرام في ملعقة زيت الزيتون، مضيفة "تنصح النساء بتناول ما لا يزيد عن 20 غرامًا من الدهون المشبعة في يوم واحد و30 غرامًا للرجل، ما يعتبر كمية هائلة".

ويرى عشاق زيت جوز الهند أن معظم الدهون الموجودة في جوز الهند هي دهون ثلاثية متوسطة السلسلة، والتي يتمكن الجسم منن حرقها بسرعة أكثر من الدهون الأخرى، كما يثير حمض اللوريك والدهون الموجودة في جوز الهند  الكثير ن الجدل حول قدرتهم على خفض الكوليسترول وفوائده لتقوية المناعة.

وأكدت مؤسسة القلب البريطانية أنه لم يتم إجراء دراسات قوية تتمكن من تقديم إجابة قاطعة بشأن ما إذا كانت الدهون المشبعة في زيت جوز الهند صحية، إلا أن هيلين توصي بتناول زيت بذور اللفت، لأنه يصل إلى مرحلة الغليان عند درجة مرتفعة كما يحتوي على دهون أحادية غير مشبعة مفيدة لصحة القلب.

على الرغم من تصنيف جوز الهند من الناحية التكوينية باعتباره نوعًا من أنواع الفاكهة، إلا أن أخصائيي التغذية يصنفون جوز الهند باعتباره جوزًا ومكسرات، ويعتبر غني بالسعرات الحرارية حيث تحتوي قطعة 100 غرام من جوز الهند على 29.7 غرام من الدهون المشبعة وحوالي 354 سعر حراري أي أكثر من الموجودة في قطعة جبن كممبير الغنية بالسعرات.

ويمتلئ جوز الهند بالألياف، ويستغرق بعض الوقت لتناوله، ما يبطئ عملية الأكل، وتقول هيلين "من الأفضل تناول الفواكه والمكسرات الأخرى، التي تحتوي على دهون صحية أكثر من ذلك بكثير"، وأصبح ماء جوز الهند أكثر شعبية لأنه خال من الدهون وغني بشكل طبيعي بالمعادن مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم وهي عناصر مهمة لمعالجة الجفاف.

وأكدت هيلين "يمكن تناوله كمشروب بعد التمرين وعلى الرغم من أنه ليس منعدم السعرات الحرارية مثل الماء، إلا أنه يعتبر أفضل بكثير من تناول الصودا المحلاة أو المشروبات الرياضية".