تناول الطعام وسط بيئات تعُمّها الفوضى

كشف بحث طبي حديث أن تناول الطعام في أماكن غير مرتبة تعُمّها الفوضى يؤثر سلبًا على نتائج الحِمية الغذائية التي يتبعها البعض لخسارة الوزن الزائد، نظرًا إلى تسبُبها في توترهم ورغبتهم في تناول المزيد من الطعام.
وراقب العلماء سلوكيات بعض النساء خلال تناولهن الطعام داخل المطابخ التي تعمّها الفوضى، فوجدوا أنهن يتناولن البسكويت مرتين أكثر من النساء الموجودات في غرف أنيقة، وبالتالي زاد استهلاكهن للسعرات الحرارية بنسبة 65% خلال 10 دقائق فقط.

وأجرى البحث في مختبر كورنيل للأغذية بقيادة الأستاذ المشارك في علم النفس في جامعة نيو ساوث ويلز، يني فارتانيا، والذي عمل مع 101 امرأة مشاركة في الاختبارات، وقسم المجموع إلى مجموعتين نصفهن في مطبخ تتناثر فيه أكوام من الأوراق والأطباق القذرة، والنصف الآخر في مطبخ أنيق ومرتب وترك لهن البسكويت والمقرمشات والجزر، وطلب منهن أن يتناولن بعض الطعام أثناء انتظارهن.
وخلال فترة استمرت لمدة 10 دقائق، رن جرس الهاتف في أوقات متقطعة لزيادة طابع الفوضى إلى التجربة، وقبل دخول الغرفة طلب من المشاركات أن يكتبن عن الوقت الذي كانت فيه حياتهن خارجة عن سيطرتهن، وطلب من أخريات الكتابة عن الوقت التي كانت حيواتهن تحت سيطرتهن الكاملة.

ولاحظ الباحثون أن المجموعة الثانية التي كتبت عن أفضل أوقات حياتها أكلت أقل بنحو 100 سُعر حراري من المجموعة الأولى التي كتبت عن الفترة التي كانت خارجة عن سيطرتها في حياتها، بالرغم من أنهن دخلن المطبخ ذاته الذي تعمه الفوضى.
وأكلت النساء اللواتي كتبن عن تجربة مرهقة ضعف البسكويت مقارنة بباقي النساء في المجموعة ذاتها، ويشير دكتور يني أن البيئة التي تعمها الفوضى والتجارب السيئة تمنح النساء رغبة في تناول الطعام أكثر، وأن الشيء ذاته قد يحدث مع الرجال، وبالرغم من أن التأمل ربما يخفف التوتر وبالتالي يبعد الإنسان عن الرغبة في تناول الطعام، إلا أن إبقاء المطبخ نظيفًا ومرتبًا يمكن أن يؤثر أيضًا بشكل إيجابي.