البدناء

كشف العلماء أخيرًا عن قدرة البدناء على تخيل روائح الطعام بصورة أكثر وضوحًا من أقرانهم الأقل حجمًا؛ إذ يعتقدون أن الاختلافات في القدرات البشرية على تخيل روائح طعام وخاصة التي تسيّل اللعاب وتثير الشهية، قد تلعب دورًا مهمًا في حجم شهوة تناول الطعام.

وأظهرت أبحاث سابقة أن شهوة تناول الطعام تزداد في كثير من الأحيان لدى البدناء، ويعتقد الباحثون أن امتلاك مخيلة نشطة لروائح الطعام الشهي، تكثف الرغبة في تناوله من خلال استحضار أفكار أقوى عن النكهات والروائح، وأكدوا أن المعظم يتشابه في تخيل مكانها المفضل أو غناء أغنية مفضلة، لكن تتباين القدرة على تخيل الروائح من شخص إلى آخر.

ومن المعروف أن هناك اختلافات كبيرة في القدرة على تخيل روائح جميع أصناف الطعام، سواءً أكان ذلك القهوة أو اللحم المقدد أو الشيكولاتة أو رائحة الورود المنعشة.

وأكمل المتطوعون في هذه الدراسة سلسلة من الاستبيانات، التي طالبتهم بتخيل المنبهات البصرية وروائح الطعام وتقييمه، وكشفت تلك النتائج أن المشاركين الذين يمتلكون مؤشر أعلى لكتلة الجسم، لديهم قدرة أكبر على تخيل روائح المواد الغذائية وغير الغذائية بشكل أوضح من غيرهم.

واستند الباحثون في دراستهم على نظرية "كافانا" المفصّلة لمعرفة أسرار الرغبة والشهية، والتي تقترح أن خلق صور ذهنية حية، يحفز الرغبة الشديدة في الغذاء الناجم عن التفكير في الطعام ورائحته ورؤيته.

وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة وجدت أن شهوة تناول الطعام  تزداد في كثير من الأحيان لدى أولئك الذين يعانون السمنة المفرطة، إلا أنه لم يتم دراسة دور القدرة على تخيل رائحة الطعام حال السمنة.

وأكد قائد الفريق البحثي، الدكتور برخا باتل، من جامعة ييل للطب بقوله: تسلط هذه النتائج الضوء على الحاجة لاتباع نهج أكثر فردية في تحديد العوامل التي قد تزيد من خطر زيادة الوزن، وسيتم عرض نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي لجمعية السلوك الغذائي في دنفر.

وأكد الباحثون ضرورة تركيز البحوث المستقبلية على طرق موضوعية لقياس القدرة على تخيل الرائحة، بدلًا من الاعتماد على التصنيفات الذاتية للمؤلفين.