رائحة الفم الكريهة

تتسبب رائحة الفم الكريهة في تدمير مزاج صاحبها، وينزعج منه الجميع، بداية من زملائه وحتى أقرانه المحتملين على المدى البعيد، وبينما يرى كثيرون أن فحص رائحة التنفس السريع يتم من خلال النفخ في راحتي اليد واستنشاقها، فإن هذا لا يكفى لكشف الرائحة الكريهة.

ويحذر الخبراء من كون هذه الطريقة غير فعالة في الواقع، وينصحون بلعق الجزء الخلفي من المعصم أو لعق الملعقة عكس اتجاه اللسان لمقياس أكثر دقة. ويكشف الأطباء عن أكثر الطرق فعالية لتحديد رائحة الفم الكريهة وكيفية التخلص منها مرة واحدة وإلى الأبد.

وأوضحت مدير مجموعة "London Smiling Dental Group" الدكتورة Uchenna Okoye، أنَّ التنفس في راحة اليد لا يعمل دائما. واقترحت بدلا من ذلك لعق الجزء الخلفي من المعصم والانتظار حتى يجف ثم شمه وهذا سيعطي مؤشرا أفضل، لأنَّها طريقة لعزل اللُعاب، لأنَّه إن كان لديك رائحة فم كريهة سوف يكون هناك رائحة للعاب، حيث تقوم البكتيريا بتفتيت المواد الغذائية مع تكوين مركبات الكبريت، وقد تتغير رائحة الفم على مدار اليوم، ولذلك فمن الأفضل أن تتأكد منها 3 أو 4 مرات على مدار 24 ساعة.

وأضافت أنَّ هناك طريقة أخرى وهى لعق الجزء الخلفي من ملعقة والانتظار مرة أخرى حتى يجف اللعاب ثم يتم شمه مرة أخرى، كما أن النظر إلى اللسان يمكن أن يكون مقياسا جيدا لمدى نظافة الفم، مشيرةً إلى أنَّ إذا كان اللسان مغطى بطلاء أبيض فيعنى هذا أنك لست صحيح تماما، إلا أنَّ هناك بعض الأشخاص لديهم لسان طبيعي ذو لون أبيض، أما اللسان الوردي البراق فهو علامة على صحة الفم الجيدة.

وأشارت إلى أنَّ التنظيف بالخيط ثم شم الخيط هو أفضل مؤشر على ما إن كان لديك رائحة فم كريهة أم لا، وكذلك يعتبر سؤالك لشخص تثق فيه بشأن رائحة فمك من الاختبارات الجيدة على الرغم من وجود بعض الأخطاء في هذه الطريقة، موضحة أنَّه في كثير من الأحيان يحجز أشخاص جلسة تبييض الأسنان لصديق أو قريب ويدفعون ثمن ذلك، لأنَّهم ليس لديهم الجرأة أن يخبروهم أنهم لديهم رائحة فم كريهة.

ووفقًا لبحث أجرته "CB12" أحد منتجات طب الأسنان التي تدعى الحفاظ على رائحة نفس جيدة 24 ساعة، فإن ثلث الناس لا يدرون أن النظام الغذائي الصارم أو التمرينات الرياضية المكثفة قد تسبب رائحة الفم الكريهة. وأوضح المتحدث باسم CB12، طبيب الأسنان الدكتور Luke Thorley،  أنَّ الإفراط في ممارسة التمرينات يؤدى إلى الجفاف، وهذا من شأنه أن يزيد من رائحة الفم الكريهة لأنه يعنى تكوين اللعاب بشكل أقل.

وأضاف: عدم تناول وجبة الإفطار يساعد في تكوين رائحة الفم الكريهة، حيث أنَّ تناول أول شيء في الطعام يساعد في تحفيز إنتاج اللعاب، الذي يجف أثناء النوم، كما أن أي نظام حمية غذائي يسبب فقد الدهون من الجسم يسبب ظاهرة تعرف باسم "تنفس الإبل".

وتابع: إذا كنت تتبع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، فإنَّ الجسم يكون في حالة من "الكيتوزية"، وهي حالة تجعل طاقة جسمك تعتمد على الأجسام الكيتونية في الدم، وهو ما يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة، كما أن أي عمل يسبب الجفاف أو يغير من درجة الحموضة في الفم يمكن أن يساعد في ازدهار البكتيريا، ولذلك فإنَّ التحليق على متن طائرة مع شرب القهوة أو الكحول يمكن أن يسبب رائحة فم كريهة، كما أن السفر لقضاء عطلة الصيف أيضا قد يؤثر على رائحة نفسك بسبب تغير الضغط الجوى والرطوبة، التي تؤدي إلى نقص نشاط الغدة اللعابية، ومن ثم فإن قلة إنتاج اللعاب تخلق بيئة مثالية للبكتيريا يمكنها أن تسبب رائحة كريهة للفم.
وأكمل حديثه: تناول النبيذ أو الكوكتيل يسبب رائحة نفس كريه حيث أن شرب الكحول يغير بيئة الفم ويؤدي إلى جفافه ما يسمع بانتشار البكتيريا، وبالمثل تناول الوجبات السكرية الخفيفة مع وجود البكتيريا ما يساعد في إطلاق رائحة جزيئات الكبريت، موضحًا أنَّ تناول الكافيين قد يكون سبب في رائحة الفم الكريهة، حيث أن القهوة مدرة للبول مما يعنى أنها تتسبب في جفاف الفم وبالتالي يقل إنتاج اللعاب.

وأشار إلى أنَّ الناس عندما يشعرون برائحة فم كريهة فإنهم عادة ما يتناولون النعناع، ولكنه يؤدى هذا إلى تناول المزيد من السكر مما يخلق المزيد من الجراثيم وبالتالي يصبح النفس أكثر سوءً، ثم يتناولون النعناع مرة أخرى مما يؤدى إلى تفاقم المشكلة، وفى حين أن مضغ النعناع قد يكون خيارا للحالات الطارئة لكنه يحجب الرائحة إلا أنه لا يعالج سبب المشكلة، مضيفًا: إذا اشتغلت فترة قصيرا فإن أفضل شيء نفعله هو الحصول على بعض من معجون الأسنان مع فرك أسنانك بقطعة قماش، حيث أن فرك الأسنان يساعد في تقليل البكتيريا وهو أمر مفيد.

وبيَّن أنَّ تجنب تذوق الأطعمة القوية مثل الثوم والبصل والتوابل والقهوة يساعد في منع الرائحة الكريهة، وكذلك يساعد مضغ الأطعمة النيئة مثل الجزر والتفاح في تحفيز إنتاج اللعاب وكذلك الأطعمة الحامضة. وتساعد بعض التوابل مثل القرفة والقرنفل والأعشاب مثل البقدونس والشمر والشبت في تحسين رائحة الفم الكريهة لأنها تحتوى على مركبات قاتلة للبكتيريا التي تسبب الرائحة الكريهة.

وشدد على أنَّ تلك الاقتراحات تعمل على المدى القصير إلا أنَّ نظافة الفم جيدا هي فقط العلاج للمشكلة على المدى الطويلة، وبالنسبة للكثير من الناس فإن مضاعفة كمية الماء التي تشرب من شأنه أن يعالج على الفور رائحة أنفاسهم، كما أن الحفاظ على استخدام الفرشاة والتنظيف بالخيط من الأشياء التي تعالج تلك الرائحة على الفور وتبقى رائحة الفم جيدة، وينطوي هذا على تفريش الأسنان بانتظام بعد كل وجبة مع تنظيف اللسان أيضا، حيث يضم اللسان بعض الزوايا والشقوق، التي تختفي خلالها البكتيريا، لذلك فالخيط مهم جدا، ولذلك فإنَّ تنظيف الأسنان بالفرشاة وحده لا يكفى للتخلص من البكتيريا ولابد من استعمال الخيط.

وكشف عن أنَّه في بعض الأحيان يعاني الناس أصحاب صحة الفم الجيدة من رائحة كريهة للفهم أيضا، وفي هذه الحالة قد يكون هناك بكتيريا تحتية أو مجتمعة في تجويف ما، والطبيب الجيد هو من يمكنه التحقق من ذلك، وفى حالة كون مظهر لسان الشخص صحيا مع استمرار وجود الرائحة الكريهة فإنَّ هذا قد يكون نتيجة مشكلة طبية، فقد يكون الأمر ناتج عن خروج حمض ما من المعدة، وفي هذه الحالة يجب على الشخص أن يتوجه إلى ممارس عام للكشف، ولكن الممارس العام يحتاج منك أولا أن تكون قد استبعدت كل مشاكل الفم.