مريضات سرطان الثدي

طور العلماء اختبار جيني جديد يمكن أن يوفر على الآلاف من مرضى سرطان الثدي مشقة العلاج الكيميائي الذي لا لزوم له، فمن خلال التحليل الوراثي يمكن تحديد ماهية الورم، بحيث يمكن للعلماء التنبؤ بدقة إذا ما كان من المحتمل أن يعود السرطان بعد الجراحة أم لا.

الاختبار الذي يدعى مامابرينت يمكنه تجنيب 14% من مرضى سرطان الثدي، واحدة من كل سبعة مريضات، من الاضطرار الى الخضوع لعلاج كيميائي بعد إزالة الورم، وعادة ما يعطى العلاج الكيميائي للنساء بعد الجراحة لتقليل خطر عودة الإصابة بسرطان الثدي، عن طريق التأكد من وجود أي خلايا سرطانية مجهرية قد نجت من عملية جراحية ويجب يتم تدميرها، ولكن العلاج الكيميائي يمكن أن تتسبب في آثار جانبية مرهقة بما في ذلك الغثيان، وفقدان الشعر والإرهاق.

في السنوات الأخيرة أدرك العلماء أن العلاج الكيميائي ليس ضروريا لبعض النساء، لأن التعديل الجيني للورم يعني أنه من غير المرجح أن يعود.

وقام فريق من العلماء البلجيكيين بتقديم البيانات الخاصة بهم في الجمعية الأميركية للسرطان في مؤتمر بحوث في نيو اورليانز أمس، بأنهم يتمكنوا من تحديد بدقة المرضى الذين كانوا مجرد من المرجح عودة الأورام لهم بعد الجراجة، مما يعني أن لا داعي هناك لتلقي العلاج الكيميائي بعد الجراحة، وقد قام فريق من معهد جول بورديه في بروكسل باختبار 3356 مريضة بسرطان الثدي باختبار مامابرينت، وعنا إزالة الورم، حلل العلماء عينة صغيرة عن طريق مسح 70 جين مختلف، لمعرفة ما إذا كان من المرجح أن يعود السرطان مرة أخرى، وبعد ذلك استخدموا هذه النتائج لتحديد المجموعة منخفضة المخاطر، الذين كانوا يعتقدون انهم من المرجح أن يشهدوا عودة السرطان.

وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، 94% من المرضى الذين لم يكن من المرجح أن يشهدوا عودة سرطان الثدي، سواء أجروا أم لم يجروا العلاج الكيميائي، وقدر الفريق أن يتمكنوا من تحديد 14% من مرضى سرطان الثدي الذين لن يحتجن العلاج الكيميائي بعد الجراحة، وقال رئيس فريق البحث الدكتور مارتين بيكارت: "استخدام مامابرينت يمكن تغيير العلاج السريري بشكل كبير، عن طريق تصعيد استخدام العلاج الكيميائي المساعد وتجنيب العديد من المرضى العلاج العدواني الذي لن يستفيدوا منه."

اختبار مامابرينت، والذي يكلف 2،675 استرليني لكل مريض، تم الموافقة عليه فقط للاستخدام في البحوث في بريطانيا، لذلك لا يتوفر حاليا للمرضى، وقالت البارونة ديليث مورجان، الرئيس التنفيذي لسرطان الثدي الآن: "هذه أخبار واعدة جدا، إذا أثبتت فعاليتها، فإن هذا يمكننا من اختبار الجينات لتحديد النساء اللاتي سوف تكتسبن أي فائدة من العلاج الكيميائي، وبالتالي تجنيبهم قسوة الآثار الجانبية، وعلى نفس المنوال، الاختبار يمكنه أيضا تحديد بشكل أكثر دقة المرضى الذين سوف يساعدهم العلاج الكيميائي على التقليل من خطر انتشار سرطان الثدي"، وأضافت: "إنه من المهم جدا أن نجد سبلا لضمان حصول المرضى على العلاج الأنسب بالنسبة لهم، ونحن نتطلع إلى مزيد من النتائج والاختبارات في المستقبل".