اللحوم

ناقشت خبيرة التغذية البريطانية زوي هاركومب، أحدث تحذيرات منظمة الصحة العالمية، من تناول اللحوم الحمراء بزعم أنها تتسبب في الإصابة بالسرطان.

وكانت منظمة الصحة العالمية أشعلت حربًا على اللحوم الحمراء والمصنعة في الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن لحوم البقر والضأن ولحم الخنزير، تتسبب في الإصابة بالسرطان، مضيفة أن كل حصة من اللحوم المصنعة مكون من 50 غرامًا، يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 18%.

وتسبب أحدث إعلان في إثارة ضجة كبيرة، ولكن قبل التخلص من اللحوم المصنعة الموجودة في المنازل، يجب أخذ وقت طويل في تحليل المزاعم بشكل أكثر دقة.

وأشارت زوي إلى أن أحدث مزاعم منظمة الصحة العالمية تثير الكثير من القلق، وذلك لعدم إجراء تجارب علمية مراقبة، لكشف ما يصيب الأشخاص عند تناول 50 غرامًا من اللحوم المصنعة، التي تعادل شريحتين من لحم الخنزير المقدد وخمس شرائح سلامي ونصف قطعة "هوت دوج" أو 1.7 من كرات اللحم في اليوم.

وفسرت توصل منظمة الصحة العالمية إلى هذا الاستنتاج الصادم، الذي جاء بناء على الدراسات القائمة على الملاحظة، حيث تُطرح العديد من الأسئلة على مجموعة كبيرة من الناس ثم خضوعهم لاختبارات صحية، مثل الدم والوزن والطول والكولسترول في بداية الدراسة كمرحلة رئيسية.

ويتابع العلماء هؤلاء الأشخاص في حياتهم الطبيعية، لمعرفة الحالة الصحية التي قد تتطور لديهم، وفحص البيانات في محاولة لمعرفة أنماط أجسام هؤلاء الأشخاص، ولاحظ العلماء وجود نمط من الأشخاص، يستهلكون اللحوم المصنعة، ومعرضون للإصابة بسرطان الأمعاء.

ووضعت العديد من علامات الاستفهام حول هذه الدراسة، أولها أنها تقوم على أساس استبيانات غذائية لا يمكن الاعتماد عليها بشكل ملاحظ، حيث تتضمن الأسئلة: "ماذا أكلت أمس، أو على مدى الأيام السبعة الماضية، أو حتى خلال العام الماضي"، مما يثير تساؤلًا حول مدى دقة ذاكرة الشخص لتذكر الطعام الذي تناوله.

ويؤدي تسليط الضوء على اللحوم الحمراء والمصنعة بهذه الطريقة، إلى عدم أخذ النظام الغذائي وحياة الشخص في الاعتبار، حيث يوجد فرق شاسع بين تناول البرغر مع مشروبات غازية وكميات كبيرة من البطاطس المقلة، وبين تناول قطعة لحم بصور صحية.

وأظهرت دراسات سابقة أن متناولي اللحوم المصنعة يميلون لأن يكونوا أقل نشاطا بكثير، ولديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، فضلًا عن أنهم أكثر عرضة للتدخين من الأشخاص العادية بنحو ثلاث مرات، وبنحو مرتين للإصابة بمرض السكري، وبذلك يصبح تناول اللحوم المصنعة علامة على الشخص غير الصحي، وليس السبب في تدهور الصحة.

وتوفر اللحوم المواد الغذائية الأساسية، التي يحتاجها الشخص للحياة شأنها مثل الدهون الأساسية والبروتين والفيتامينات والمعادن.
ويصف هذا التقرير اللحوم المصنعة على أنها لحوم تحولت من خلال عمليات التمليح والمعالجة والتخمير والتدخين أو عمليات أخرى لتعزيز النكهة أو تحسين عملية الحفاظ عليها، وعلى الرغم من ذلك يتم حفظ اللحوم بطرق عديدة منذ العصور القديمة من خلال التمليح، والمعالجة، والتجفيف والتدخين.

ويعود وجود أي ضرر في اللحوم الحمراء، إلى تدخل المصنعين وتغذية الحيوانات بالحبوب، التي لا يستطيعون هضمها، ومن ثم معالجتهم بالأدوية نتيجة لظهور مرض بسبب سوء التغذية.