اختتمت الحملة الانتخابية الأكثر دموية فى تاريخ باكستان عند منتصف ليل الخميس/الجمعة بعد أن امتدت على مدى ثلاثة أسابيع صعبة. وعقب انتهاء فترة ولاية ديمقراطية استمرت خمس سنوات، ينظر إلى الانتخابات التى ستجرى غدا "السبت" فى باكستان باعتبارها خطوة أخرى من شأنها مواصلة العملية الديمقراطية فى البلاد. وسوف تكون انتخابات الغد معلما مهما على طريق الديمقراطية فى باكستان التى حكمها الجيش على مدى نصف تاريخها. إلا أن الطريق إلى الديمقراطية لم يكن مفروشا بالورود.. فقد شابت الحملات الانتخابية فى جميع أنحاء باكستان تهديدات الإرهاب وهجمات طالبان التى أودت بحياة 117 شخصا على الأقل بينهم مرشحون للانتخابات مستقلون وحزبيون. وقد اختصت طالبان بتهديداتها كلا من حزب الشعب الباكستانى وشريكيه فى الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها، وهما حزب عوامى الوطنى والحركة القومية المتحدة، وأجبرتهم على الابتعاد عن دائرة الضوء ما سمح لرئيس الوزراء الأسبق نواز شريف وأسطورة الكريكيت عمران خان بسرقة الأضواء. وقد وجه المرشح الأوفر حظا فى حملة الانتخابات الباكستانية نواز شريف، خطابا حماسيا أخيرا لآلاف من مؤيديه أمس الخميس، واعدا بتغيير مسار البلاد فى حال انتخابه. وقال نواز شريف رئيس حزب (الرابطة الإسلامية نواز) الذى سبق أن تولى رئاسة الوزراء مرتين وقد بح صوته من الانفعال وبدا عليه الإنهاك واضحا بعد حملة نشطة مخاطبا الحشدالضخم من أنصاره أن حزبه سيشكل الحكومة القادمة. وقبل دقائق فقط من موعد انتهاء الحملات الانتخابية رسميا فى منتصف الليل، اتهم نواز معارضيه ببيع شرف الأمة، متعهدا بأن حزبه سيكون مختلفا وسيغير مصير هذا البلد إذا منحته الجماهير تفويضا بفترة ولاية مدتها خمس سنوات، وذلك وسط هتافات التأييد من الحشود التى أخذت تلوح بالأعلام فى لاهور، معقله وثانى أكبر مدينة فى باكستان.