حدد رئيس الوزراء الايطالي الجديد انريكو ليتا الاثنين في خطاب امام البرلمان الذي منحه ثقته مساء الاثنين، خارطة طريق طموحة تشمل بالخصوص اعادة اطلاق النمو هايطاليا "التي تحتضر" وتغيير الاتجاه الاوروبي وتعميق الاخلاق في عالم السياسة. وغداة ادائه اليمين اعرب ليتا عن الامل في الحصول على نتائج "في غضون 18 شهرا" للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي سينفذها. وقال بحزم في اول خطاب له امام مجلس النواب انه "في المقابل اذا انهار كل شيء، فاني ساستخلص النتائج". وقال هذا المسيحي الديموقراطي القادم من اليسار في كلمته التي سبقت النقاش ثم التصويت على الثقة، "لنجرؤ على القيام باشياء كبيرة" في اشارة الى تصريحات للبابا فرنسيس. ومنح النواب الايطاليون باكثرية كبيرة الثقة للحكومة الجديدة برئاسة ليتا، في مرحلة اولى للحصول على الثقة النهائية من مجلس الشيوخ بعد ظهر الثلاثاء. وصوت 453 نائبا من اصل 606 نواب لصالح منح الحكومة الجديدة الثقة، في حين حجب 153 نائبا الثقة بحسب ما اعلنت رئيسة مجلس النواب لاورا بولدريني. وبعد شهرين من المازق السياسي تم اختيار ليتا لرئاسة حكومة اتحاد يسار ويمين ما بعد الحرب ويملك هذا الاتحاد على الورق 455 صوتا في حين ان الاغلبية المطلقة هي 316 صوتا. وبعد ان اشار ليتا الى انه يريد استخدام "لغة الحقيقة"، قال ان "ايطاليا تحتضر فقط بسبب سياسة التقشف. ان سياسة الانتعاش لم يعد من الممكن ان تنتظر". وخطاب ليتا كان محل ترقب الاسواق وسط مخاوف من ان يغرق ثالث اكبر اقتصاد في اوروبا في اسوء انكماش منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان ايضا محل ترقب الشركاء الاجانب. وعقب خطاب ليتا انهت بورصة ميلانو مداولاتها على ارتفاع بنسبة 2,20 بالمئة. ومع تاكيده انه "اوروبي ومؤيد للفدرالية الاوروبية" واعلانه عن زيارات قريبة لبرلين وبروكسل وباريس، انتقد ليتا الاتحاد الاوروبي "الذي يعاني ازمة شرعية في الوقت الذي يحتاجه فيه المواطنون بشدة". وشدد ان "اوروبا كما تسير حاليا بحاجة الى تغييرات جوهرية". واكد ليتا ان ايطاليا ستحترم "تعهداتها" الاوروبية، لكنها تأمل في "هامش من المناورة" اكبر لاعادة اطلاق اقتصادها. والاولوية بالنسبة لليتا البالغ من العمر 46 عاما وهو احد اصغر القادة الاوروبيين، ستكون التصدي "للحالة الطارئة" في سوق العمل الايطالي مع نسبة بطالة عند 12 بالمئة (35 بالمئة بين الشبان) و "كابوس اتساع الفقر". وللتخفيف على الطبقة المتوسطة قرر ليتا وقف دفع مساهمة مقررة في حزيران/يونيو للقسط الثاني السنوي من الضريبة على العقار الخاصة بالسكن الرئيسي وهي ضريبة تلقى معارضة واسعة. وصفق انصار سيلفيو برلوسكوني بحرارة. وقال الرجل الثاني في الحكومة انجلينو الفانو الذراع الايمن لبرلوسكوني الذي كان وعد اثناء الحملة الانتخابية بالغاء هذه الضريبة وحتى التعويض عنها، "هذه موسيقى هادئة". واضاف ليتا انه لضمان المزيد من "الانصاف" ستقوم الحكومة ب "التصدي بلا هوادة للتهرب الضريبي مع ضمان ضرائب متفهمة لا ترعب المواطن" ومع "بيروقراطية اقل". واشار ليتا الى دخل ادنى "للاسر المعدمة" وتوسيع المساعدات الاجتماعية للعمال ذوي الوضعيات الهشة وتنمية التدريب ومساعدة الشركات الصغرى والمتوسطة والاستثمار في البحث والابداع والسياحة. كما ركز ليتا على اضفاء المزيد من الاخلاق في الحياة السياسية وخفض تكاليف العمل السياسية مع هدف واضح هو مواجهة حركة خمس نجوم بزعامة الكوميدي بيبه غريلو الذي جمع 25 بالمئة من الاصوات في الانتخابات التشريعية. واعتبر ليتا انه لاضفاء مصداقية على العمل السياسي يتعين العودة الى "ادارة رب اسرة جيد". كما اشار الى "ثورة" في التمويل العام للاحزاب السياسية وقال ان التوجه هو "الالغاء النهائي" للمناطق. غير ان تشكيل حكومة ليتا لا تزال بلا تاثير على تصنيف ايطاليا (للامد البعيد بي بي بي +)، بحسب ما اعلنت الاثنين وكالة ستاندرد اند بورز مؤكدة انه "ليس من الواضح بعد ما ذاا كان الائتلاف الحاكم سيطبق اصلاحات تشجع النمو".