القاهرة - إسلام محمود
تولي القيادة السياسية المصرية خلال عام 2020 افتتاح عدد كبير من المشاريع القومية، حيث ستكون نقطة تحول ثقافية وحضارية لمصر، وينوي الرئيس عبد الفتاح السيسي، افتتاح "متحف الحضارة المصرية" في الفسطاط في نفس العام، حيث العمل يجري حاليًا على قدم وساق بتمويل مصري للانتهاء وفقًا للجدول الزمني المُحدد.
ومن جانبه، قال المشرف العام على متحف الحضارة المصرية، المهندس محروس سعيد، إنه خلال فترة الـ 3 أشهر المقبلة سيتم إعداد كراسة شروط بالتعاون مع عدة جهات منها، منظمة اليونسكو، ووزارة الاستثمار، لطرحها على مجموعة من الشركات والتحالفات المصرية والدولية، لإدارة وتشغيل المتحف، وأضاف أن القيادة السياسية تولي اهتمام خاص بالمتحف الحضارة المصرية، حيث من المقرر افتتاح قاعات المتحف عام 2020 تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ومن المقرر أن يقوم الرئيس السيسي بافتتاح المتحف، وتبلغ التكلفة التقديرية له 4 مليارات جنيه.
وأشار إلى أن العمل يجري حاليًا بشكل منتظم حتى نستطيع الانتهاء من المرحلة الثانية نهاية العام الجاري، بتكلفة 400 مليون جنيه، حيث تتضم المرحلة الثانية للمتحف مبنى الاستقبال بالكامل ويضم 3 أدورا، الدور الأول مركزًا تجاريًا به 42 محلًا ودور سينمًا، والدور الثاني قاعة للمحاضرات تسع 200 مقعد وأخرى للمؤتمرات، و5 فصول أطفال، ومركزًا للاستعلامات، وجناحًا لكبار زوار المتحف، ومكتبًا لبيع التذكر، ومرآب للسيارات يسع 550 سيارة، وأخرى للأتوبيسات بسعة 50 أتوبيسًا.
وأكد المشرف العام على المتحف، أن التمويل مصري بنسبة 100%، حيث يتوزع بين صندوق إنقا آثار النوبة بـ 45%، والمجلس الأعلى للآثار بنسبة55%، مضيفًا أن المتحف يعتبر منارة ثقافة تلقي الضوء على الحضارة المصرية بكافة مكوناتها بدء من العصور ما قبل التاريخ وحتى عصرنا الحالي، مشيرة إلى أن منظمة اليونسكو للدعم الفني في مجال التدريب تقدمت لتنفيذ المتحف على أحدث الطرق العلمية، لوضع مصر على الخريطة الاستثمارية.
وتابع، أن متحف الحضارة هو مشروع مصر المستقبلي، ويعد منارة ثقافية تلقي الضوء على الحضارة المصرية بكافة مكوناتها بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى عصرنا الحالي، لافتًا إلى أن المتحف من تصميم المعماري المصري الدكتور الغزالي كسيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، فيما صمم قاعات العرض الداخلي المهندس المعماري العالمي الياباني أراتا إيسوزاكي.
ونفى سعيد، وجود تنافس مع المتحف المصري الكبير، قائلًا "هناك تكامل لجذب السائحين والزائرين، فالمتحف الكبير يختص بعرض الحضارة المصرية القديمة واليونانية الرومانية، فيما يقدم متحف الحضارة نظرة شاملة عن الحضارة المصرية، من عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا، من خلال إبراز التفاعل بين المصريين والأرض، التي عاشوا عليها على مر التاريخ، وعرض موضوعات حضارية اختيرت لإلقاء الضوء على التراث المادي وغير المادي لمصر".
وذكر المشرف العام على مشروع المتحف القومي للحضارة في الفسطاط، أن الزائر للمتحفين سيستمتع وينبهر بما يراه، خاصة وأنه لا يوجد أي تكرار في عرض المقتنيات الأثرية، إلى جانب عرض قطع فريدة لأول مرة، وهو ما تتميز به الحضارة المصرية الغنية، كما نوّه، إلى استلام 6 مخازن أثرية، وبصدد استلام الخمسة الباقين، وتجهيزهم، إلى جانب الانتهاء من معامل الترميم، موضحًا أنه يجري حاليًا العمل على حل مشكلة توريد الأجهزة المعملية الدقيقة للمعامل بسبب تحرير سعر الصرف.
وأوضح، أنه مع الانتهاء من المرحلة الثانية للمتحف، قامت الدولة المصرية بضخ 775 مليون جنيه، للبدء في المرحلة الثالثة والأخيرة من مشروع المتحف،، وهو إنشاء وتجهيز 3 قاعات من بين 6 قاعات العرض بالمتحف، وهي قاعة المومياوات الملكية، والعرض المركزي، ومتحف العاصمة (الهرم الزجاجي)، إضافة إلى إنشاء محطة الكهرباء، مؤكدا أنه سيتم الانتهاء من إنشاء القاعات الثلاث في شهر نوفمبر المقبل، وافتتاحهم في يونيو 2019، وعقب ذلك سيتم البدء في دراسة الأعمال الخاصة بباقي المرحلة الثالثة من مشروع المتحف، والتي تتضمن الدراسات المعمارية والتنفيذية للقاعات الست المتبقية ومسطحات العرض المكشوف، والتي حددت لها تكلفة أولية بقيمة مليار و700 مليون جنيه.