مدينة سرايدي الجزائريّة

تتميّز مدينة سرايدي الجزائريّة، بأنها ذات طابع سياحيّ مميز في العالم أجمع، بموقعها الفريد في أعالي الإيدوغ، وتقابل منطقة رأس الحمراء البحريّة في عنابة.
ويلاحظ الزائر خلال فصل الصيف الحار الغياب شبه الكليّ للمكيفات عن المدينة، فرغم الحرائق التي تجتاح الغابات، إلا أن حرارة شهر آب/أغسطس منخفضة إلى 26 درجة مئوية وتُحاط المدينة بسلسلة جبليّة مكثفة تغطي الجهة الشرقيّة، حيث تكثر بها أشجار السنديان والبلوط والصنوبر الحلبي، بالإضافة إلى الصخور المتراصة، والتي تشكل فسيفساء فريدة من نوعها تمتد على طول الشريط الساحليّ، وحتى تشاهد سحر المنطقة عليك أن تتسلل فوق هضبة عالية جدًا تطل على البحر، الذي يُعانق روعة غروب الشمس، هذه العوامل المناخيّة صنعت التميّز والفرجة، خصوصًا أن سرايدي تتوافر على الينابيع وغابات الدفلة الوافرة الظلال، والتي توفّر الهدوء والجمال للسيّاح.
ويمتاز سكان سرايدي عن بقية سكان الجزائر العميقة من شمالها إلى جنوبها إلى مناطق الوسط والصحراء، بأنهم يتقنون جيدًا التعامل مع الطبيعة، حيث يستغلّون فصل الصيف في التنزّه في الغابات والتمتع بالهواء النقي بعيدًا عن الرطوبة القاتلة، وهناك من المرضى خصوصًا منهم المُصابين بضيق التنفس يفضلّون البقاء طول موسم الاصطياف في أعالي الإيدوغ، من خلال استئجار شقق أو نصب خيم تتسع لأفراد العائلة، حيث يقضون أوقات ممتعة مع الأقارب والأصدقاء، وهم يشاهدون القوارب الراسية في عرض البحر، مما يجعلهم يتذكرون هذا وذاك، وهناك من السياح و الأجانب من يفضلون استئجار السيارات من أجل التنقل للمنتزهات الغابية، والحصول على مياه الينابيع الرقراقة التي تنبع من الالتصاق الحميمي بين الجبل والبحر، ومن يخاف المنعرجات التي تميز طرقات سرايدي خلال الهبوط أو النزول ما عليه إلا استعمال "التليفريك"، حيث تختصر المسافات والزمن في رحلة تنتهي مع لحظات قبل غروب الشمس، أين تتجه العائلات للمطاعم التقليديّة وعددها 5 لتقديم أشهى الأكلات الشعبيّة منها الشخشوخة والحوت المشوي على الجمر أن الأكلة الرئيسة في عنابة والتي ميّزت مختلف الطاولات المعروضة في الهواء الطلق في سرايدي، هو طبق البوراك الذي يكثر عليه الطلب، حيث يصل سعر الحبة الواحدة خلال فصل الصيف إلى  90 دينارًا لأنه غني بالبروتنات والدسم، أما التحلية تكون عادة عبارة عن مثلجات منها الكريبوني بنكهة الفانيلا، أين يحلو السهر تحت أشعة المصابيح الكهربائية التي تتلألأ مع حلول كل صيف، فالزائر إلى المدينة الحالمة سرايدي سيتناول ثمار الكرموس أو كما يُسمّى في اللهجة المحليّة الجزائريّة بثمرة الهنديّ، الذي تعرض منه كميات معتبرة على حافة الطريق بأسعار منخفضة، إلى جانب عرض حبات المستورة المشوية على الجمر، وهي الأخرى مطلوبة بقوة من طرف أهالي بونة الجميلة والذين يحنون لها مع قدوم فصل الصيف.