مؤسسة حملة "مجندة مصرية"، جهاد الكومي

أكدت مؤسسة حملة "مجندة مصرية"، جهاد الكومي، أن المجتمع ينظر لمؤسّسي الحملة بنظرة عنصرية"، وأنهن يتعرضن إلى مضايقات كثيرة، إلا أنه رغم وجود معارضين فهناك مؤيدين من محافظات الصعيد مثل بني سويف وأسوان، وتعتبر العريش أكبر مدينة مؤيده للفكرة نتيجة لما تتعرض له المدينة من أحداث فالفتيات يردن مشاركة القوات المسلحة والشرطة في حماية وطنهن، تليها بعد ذلك محافظة القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية .

وأوضحت جهاد الكومي، فب مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، أن الهدف من تأسيس الحملة تولّد لديها منذ الصغر، فكانت تنوي دخول الجيش عندما تكبر للدفاع عن الوطن، مشيرة إلى أنها كانت تختلف عن بقية عائلتها الذين وجّهوا لهال الانتقادات باستمرار، وأنها بدأت في طرح الفكرة لأول مرة عندما كانت في المرحلة الإعدادية في المدرسة التي درست بها، وتم رفضها تمامًا، فضلًا عن الاستهزاء بالفكرة وما سببه لها من مضايقات، إلا أنها لم تيأس وبدأت تطرح الفكرة من جديد وكانت والدتها وتعمل مدرّسة تاريخ تدعمها في ذلك وساعدتها على البحث في الموضوع

وأضافت الكومي أنها "دخلت المدرسة الثانوية وطرحت الموضوع على زملائي ولم أجد أي تأييد أيضا ، فذهبت إلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وطرحت الفكرة هناك فوجدت أن هناك بنت واحدة فقط في الإسكندرية أعجبت بالفكرة وكانت لديها من صغرها، وبدأنا في التواصل وطرح الفكرة مرات إلى ان انضم لنا فتيات أخريات ، وبدأ العدد في الزيادة 10 إلى 15 إلى 20 إلى ان وصل الآن 500 ألف مؤيد من الشباب الفتيات" مشيرة إلى أن هناك مجموعة مؤيدة وهناك أعضاء فاعليين وعددهم 110 فتاة على مستوى الجمهورية .

ونوّهت الكومي إلى أنه "لا يخلوا بيت في مصر من وجود أفراد في الجيش المصري سواء ضباطًا او مجندين، أعمامي ضباط في الجيش ومنذ صغري كانوا يخبروني أن الجيش متعب، وصعوبة الحياة العسكرية ، في نفس الوقت يحكوا عن الروح الجميلة التي تكون في الجيش، من لديه هدف لابد من الوصول إليه، هدفي عسكري، وهناك آخرين أهدافهم تتمثّل في المجال الهندسي او الاقتصادي، فكل إنسان لديه هدف في الدنيا وقادر على تحمل اختياره، ورغم صعوبة الحياة العسكرية إلا أن هناك بنات دخلن في الحياة العسكرية واثبتن كفاءتهن، فإذا نظرنا إلى الدول الغربية، فإن هناك دول كثيرة جدا وزيرة الدفاع بها مرأة مثل إيطاليا وروسيا، وغيرها كما أن في بعض الدول العربية دخلت الفتيات الجيش و الحرس الشخصي للقذافي كان نساء، في تونس هناك فتيات في الجيش، ليس شرطا ان تكون المجندة على الحدود ويكون هناك اختلاط او أننا نطالب بالتحرر، ولكن أن تكون الفتاة مدربة عسكريًا وتقدر تحمل سلاح ، وتكون مهمتها داخليا كصفوف خلفية، وإذا نظرنا إلى الإمارات، "مريم المنصوري"  وصلت بها إلى  قائد سرب طيران حربي، وحررت الفتيات الكرديّات بلادهن من خطر "داعش"  وحملن سلاحًا وركبن الدبابات ، فالفتيات في معظم الدول العربية دخلن الجيش ولم يخرجن على الحدود ، لان لهن سكنتهن الخاصة داخل الدولة، وفي حالة حدوث أي شيء فان أي رجل سيخرج إلى الحرب سيكون مرتاح البال بأن أخته أو زوجته او بنته مدربة ولديها القدرة للدفاع عن نفسها.

وأشارت الكومي إلى أنها تستعين بحملات التوعية في الجامعة، لتوصيل الفكرة، بعد الحصول على التصاريح لأن قانون الجامعة يمنع أي نشاط سياسي داخلها ، ولذلك لابد من الحصول على تصاريح من رئيس الجامعة وأنها تقوم بذلك في جامعة عين شمس وجامعة القاهرة وقناة السويس، مضيفة أنها "بالنسبة للمحافظات فإننا نقوم بحملات توعية في كل المحافظات فضلا السوشيال ميديا وغيرها، وصلت فكرتنا إلى الرئاسة ، فقد أتتنا مكالمة من الرئاسة أن مقابلة ستتحدد مع رئيس الوزراء ووزير الداخلية ونائب عن وزير الدفاع بأمر من رئيس الجمهورية"

وبيّنت الكومي أنها قابلت رئيس الوزراء، وتم الترحيب بالفكرة وكان ذلك في وقت حكومة المهندس إبراهيم محلب، وأنّ وزير الداخلية حضر بنفسه إلى المقابلة، ووعدت الحكومة بدراسة الفكرة، إلا أنه لم يتم اتّخاذ أي قرارات جديدة بخصوص الموضوع، وأنّ ملف تجنيد الفتيات اغلق تماما بعد استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب.

وأفادت الكومي أن "الفكرة بدأت تعود بعد تطاول قطر على الجيش المصري ، وحملات "اخلع" التي يقوم بها للشباب لإلغاء التجنيد الإجباري، عندما ضرب الإرهاب الجيش المصري في رمضان قمنا بعمل اكبر حملة للتبرعات بالدم لدرجة انه كان هناك فتيات من الشرقية استقلوا قطارًا كاملًا إلى الإسماعيلية للتبرع بالدم، هناك إقصاء تام لنا، فمؤتمر الشباب لم تأتي لنا أية دعوات ، مثل مشاريع الرئيس لا توجه لنا أي دعوة لحضورها، كنا نتمنى ان توجه لنا أي دعوة في حضور اي مؤتمر أو افتتاح للرئيس لعرض موضوعنا، لأنه لم يرد علينا احد حتي الآن" .

وحول موقف أسرهن من تجنيدهن، قالت الكومي إنها لا تقبل دخول أي فتاة للحملة إلا بعد موافقة أهلها، وأنها تتواصل مع الأهل بنفسها لمعرفة موقفهم في الفكرة والطلب الذي تقدّمت به نجلتهم ، وحول إمكانية استبدال فكرة حملة مجندة مصرية بقانون الخدمة العامة الذي أصدرته وزارة التضامن، كشفت أنه مستحل لان لديهم حلم وهدف لا يمكن استبداله، كما أن الخدمة العامة تختلف عن التجنيد، كما أنها موجودة من الماضي وكان يأخذون معها مادة تشبه التأهيل العسكري، تم إلغاء التأهيل العسكري والاستمرار بالتأهيل المدني أو الخدمة المدنية .

وختمت الكومي أنّ شروط الحملة هو أن لا يكون إلى الفتاة إلى انتماءات لأي جماعات دينية، موافقة الأهل، مؤكدة على وجود متزوجات داخل الحملة ويحضرون الفعاليات في المحافظات بعد موافقة أزواجهن .