الأطفال هم ثلث ضحايا النزاع في أفغانستان

يُعدُّ الأطفال ثلث ضحايا الصراع في أفغانستان حيث وصلت معدلات الإصابة إلى ذروتها، وقُتل بين شهري يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيزان وحدهما 388 طفلا وأصيب 1121 مع تصاعد الصراع بين الحكومة والجماعات المتمردة منها حركة "طالبان". 

وزادت الأعداد بنسبة 18% عن النصف الأول من عام 2015 وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، وارتفع عدد الضحايا المدنيين في النصف الأول من عام 2016 بنسبة 4% وبلغ 5166 بينهم 1601 قتيلا و3565 جريحا، وتحاول الجماعات المناهضة للحكومة وأكبرها طالبان إسقاط النظام في كابول بعد التدخل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة منذ عام 2001. وتعد هذه الجماعات مسؤولة عن 60% من القتلى والجرحى من غير المقاتلين.

 وتأتي هذه الأرقام المروعة بعد أيام فقط من أكثر الهجمات دموية في كابول، حيث وقع انفجاران السبت على يد مسلحي تنظيم "داعش" وقتل على الأقل 80 شخصًا وجرح أكثر من 230 معظمهم من المدنيين، ولم يتمَّ تضمين هذه الأرقام في تقرير الأمم المتحدة، إلا أن الهجمات والتفجيرات الانتحارية تضر حاليا بالمزيد من المدنيين.

وتعد الهجمات على أرض الواقع مسؤولة عن 38% من الضحايا تليها الهجمات الانتحارية المسؤولة عن 20% وفقا لما ذكره المحققون التابعون للأمم المتحدة، وأفادت الأمم المتحدة أن الخسائر الناجمة عن القوات الموالية للحكومة زادت بنسبة 47% مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، وكانت القوات الأفغانية مسؤولة عن 22% من الإصابات بشكل عام، فيما تسببت القوات الدولية المتبقية في البلاد في 2% فيما ظلت هناك نسبة 17% من خسائر الأرواح لا يمكن نسبها إلى جانب أو أخر.

 وبينت الأمم المتحدة أنه للمرة الأولى تقتل القوات الجوية الأفغانية المزيد من المدنيين في عملياتها عن العمليات التي نفذتها القوات الجوية، وأوضح مسؤولو الأمم المتحدة أنهم سمعوا المزيد من الالتزامات من قبل الطرفين إلا أنه لم يتخذ سوى القليل من الإجراءات الفعالية لتحسين حماية المدنيين، وأضاف تاداميتشي ياماموتو مسؤول الأمم المتحدة في أفغانستان " كل ضحية مدنية تسقط تشكل إخفاقا للالتزام، وينبغي دعوة أطراف النزاع لاتخاذ خطوات جادة وملموسة للحد من معاناة المدنيية وزيادة الحماية، فالبديهيات التي لا تدعمها حلقة عمل ذات مغزى تكون جوفاء بمرور الوقت، والتاريخ والذاكرة الجماعية للشعب الأفغاني ستحكم على قادة جميع الأطراف في هذا النزاع من خلال سلوكهم الفعلي".

وقُتل وأصيب أكثر من 1500 طفل في أعلى حصيلة سجلت خلال 6 أشهر من قبل الأمم المتحدة، وتم ضبط مدنيين في الاشتباكات على الأرض بين الجانبين، كما هددت حركة طالبان بشكل متزايد المراكز السكانية واتجهت القوات الحكومية إلى الهجوم في أعقاب انسحاب معظم القوات القتالية الدولية في عام 2014، فيما انخفضت الإصابات الناجمة عن القنابل المزروعة على الطريق بشكل كبير بنسبة 21% وهو الانخفاض الذي أرجعته الأمم المتحدة للتغيرات في طبيعة الصراع فضلا عن تحسين نظم كشف القنابل من قبل الحكومة، ووجه تقرير الأمم المتحدة انتقادات حادة الى حركة طالبان بسبب استخدامها أساليب عشوائية بما في ذلك شن هجمات مدمرة وانتحارية في مناطق مدنية، وتسبب تنظيم داعش الذي حقق بعض التقدم المحدود في أفغانستان في 122 إصابة خلال الأشهر الستة الأولى عام 2016 مقارنة ب 13 شخصية نسبت إلى التنظيم في الفترة نفسها العام الماضي.

وكشف المحققون عن تزايد عدد الإصابات الناجمة عن الحكومة وهو ما يرجع بشكل كبير إلى الاستخدام الواسع للمتفجرات الثقيلة خلال المعارك البرية، وتسببت العمليات الجوية التي شنتها القوات الجوية الأفغانية عام 2016 في أكثر من 3 أضعاف عدد الضحايا المدنيين خلال نفس الفترة عام 2015 مع انتشار طائرات وأسلحة جديدة وفقا للتقرير، حيث قتل أو جرح على الأقل 111 مدنيا 85% منهم من النساء أو الأطفال بواسطة طائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية الأفغانية. وعلى سبيل المثال أطلقت المروحيات الأفغانية الصواريخ والرشاشات في جنازة لأحد أفراد حركة طالبان ما أسفر عن مقتل وإصابة 15 شخصا على الأقل من النساء والأطفال بجانب المتمردين، ودعا مسؤولو الأمم المتحدة إلى وقف فوري للضربات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان، وحثوا القوات الجوية الأفغانية على التحلي بضبط النفس بشكل أكبر، وفي حين أعلنت القوات الدولية انتهاء مهمتها القتالية في نهاية 2014 لكنها استمرت في توجيه الضربات والبعثات للعميات الخاصة، وتسببت الغارات الجوية التي شنتها القوات الدولية المكونة من طائرات حربية أميركية في 38 حالة وفاة و12 إصابة بين صفوف المدنيين حسبما ذكرت الأمم المتحدة.