برلين - جورج كرم
كشقت التحقيقات الجارية في حادثة "ميونيخ" أن مرتكب المجزرة المعتوه "علي صنبولي" (18 عاما) كان مريضًا نفسيًّا حرص على البحث عن عمليات القتل الجماعي، بحيث كان مولعا بمجرم ألماني مراهق قتل 15 من زملائه. وذكرت التحقيقات أن صنبولي كان يحمل في حقيبة ظهره كتابًا بعنوان "لماذا يقتل الأطفال" أثناء تجوله في ميونيخ عندما قتل 9 أشخاص. وعثرت الشرطة التي داهمت منزل عائلته الصباح السبت على وثائق حول عمليات إطلاق النار الجماعية. وكان صنبولي مولعا بالمراهق الألماني تيم كريتشمبر (17 عاما) الذي قتل 15 من زملائه جنوب ألمانيا عام 2009. وتعتقد الشرطة أن هناك صلة واضحة مع الذكرى السنوية الخامسة لموجة قتل اليمين المتطرف أندرو بريفيك في النرويج. ويقضي برفيك في السجن 21 عاما بعد قتله 8 أشخاص في انفجار خارج مبنى حكومي في "أوسلو" ثم قتل 69 شخصًا أخرين معظمهم مراهقون عام 2011. وأوضحت جريدة "بيلد" الألمانية أن صديقًا لصنبولي بين أنه يضع صورة بيرفيك كصورة شخصية له في حسابه على تطبيق "واتس أب" للمراسلة.
وكشف قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس اندري عن "العثور على وثائق عن إطلاق النار الشامل ما يوكد وجود هاجس لدى الجاني بارتكاب فعلته". وتتزامن مجزرة "ميونيخ" مع هجوم كريتشمير الذين فتح النار على الموظفين والمعلمين في المدرسة قبل سرقة سيارة والهرب، ثم قتل كريتشمير نفسه تماما مثلما فعل صنبولي الليلة ما قبل الماضية أثناء هروبه من فوق أسطح المنازل بعد قتله 9 أشخاص ثم انتحر.
وأوضحت الشرطة أن كريتشمير عولج مرارًا وتكرارًا من الاكتئاب، إلا أن عائلته أكدت أنه لم يتلقَّ علاجا نفسيا. وبينت الشرطة أن صنبولي الذي وصفوه بالمختل يتلقى أيضا علاجا نفسيا، وبعد وقوع الحادث ظهرت لقطات لصنبولي وهو يقول للمتفرجين أنه تم ترويعه لسنوات. ووجدت الشرطة الكتاب في حقيبة صنبولي يشرح أن الترويع والبلطجة وإدمان الكمبيوتر والإهمال كانت من العوامل الحاسمة التي تدفع الناس للقتل الجماعي وهي بعض العوامل التي ربما عانى منها. ودرس بيتر لونغمان في كتابه 10 مجازر مدرسية بما في ذلك عملية إطلاق النار من قبل شخصين كولومبيين في الولايات المتحدة والتي قتل خلالها إريك هاريس وديلان كليبولد 12 طالبًا ومعلمًا، وانتحر الإثنان بعد الهجمات المخطط لها جيدا، حيث أطلقا النار على زملائهم واستخدما أكثر من 100 طلقة.
وأفاد روبرت هيمبرغر رئيس الشرطة الجنائية في "بافاريا" أن صنبولي اخترق أحد الحسابات على "الفيسبوك" وأرسل رسالة لدعوة الناس للقدوم إلى مركز تسوق من أجل حدث مجاني، وارسلت الرسالة من حساب إمرأة شابة وحثت الرسالة الناس على المجئ الى مركز التسوق في الرابعة مساء قائلة " سوف أعطيكم شيئا إذا أردتهم لكنه ليس مكلف للغاية"، وأخبرت المرأة أنه تم اختراق حسابها بعد فترة وجيزة من إرسال الرسالة، وفي البداية كان يُعتقد أن صنبولي متطرفا إلا أن الشرطة أكدت أنه ليس هناك صلة بينه وبين تنظيم "داعش" بعد مداهمة منزله هذا الصباح، وتم التركيز على دوافع المهاجم وخلفيته في سياق الجدل حول سياسة اللجوء في ألمانيا واندماج المهاجرين فيها، حيث أصبحت "بافاريا" المدخل الرئيسي لمئات الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين وصلوا في العامين الماضيين. وتزايدت جرائم الكراهية والهجمات ضد المهاجرين بعد وصول المزيد منهم ومعظمهم من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ووصلت إلى مستويات قياسية عام 2015، وتم الإبلاغ عن 923 جريمة ضد أماكن اللاجئين عام 2015 بما في ذلك 177 من أعمال العنف ما يشكل ارتفاعا حادا مقارنة بالعام السابق وفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية.