الأسرة السورية التي أسميت ابنتها أنجيلا ميركل

رفضت السلطات الألمانية  إبقاء الأسرة السورية التي أقدمت على تسمية ابنتها أنجيلا ميركل تكريما لسياسة المستشارة الألمانية الداعمة للنازحين، طلبًا تقدَّمت به للبقاء في ألمانيا، حسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأوضحت الصحيفة أن السوري مأمون الحمزة وزوجته تيما قد وصلا إلى الأراضي الألمانية في العام الماضي، حيث أنجبا طفلتهما هناك في ديسمبر/كانون الأول الماضي في مدينة "دويسبورغ"، حيث قاما بتسميتها أنجيلا ميركل امتنانًا منهما لسياسة "الباب المفتوح" التي تبنتها السلطات الألمانية تجاه اللاجئين.

ولكن بالرغم من ذلك، فإن الأسرة السورية التي تعيش حاليا في مدينة "مونشنغلادباخ"، تلقت رسالة من السلطات الألمانية تفيد برفض الطلب الذي تقدما به، وهو ما يعني أنه سوف يطلب منهما مغادرة البلاد مع بيقية أفراد العائلة، والسفر إلى أول بلد أمن قد يعبرون خلاله، غالبًا ما سيكون تركيا. وهنا يقول الحمزة إن الرسالة جعلته يشعر بقدر كبير من الخوف.ولكن بالرغم من ذلك، فإن الأسرة السورية تلقت ما يسمى بالحماية الفرعية، والتي تسمح لهم بالبقاء على الأراضي الألمانية بشكل مؤقت.

الحديث حول الهجرة يبدو مهيمنًا على الحديث السياسي في ألمانيا في المرحلة الراهنة، وربما سيلعب دورًا كبيرًا في الانتخابات الألمانية المقبلة والمقررة في شهر سبتمبر/أيلول من العام المقبل، في ظل انتقادات كبيرة لسياسة الباب المفتوح التي تبنتها المستشارة الألمانية.

حالة اللاجئين السوريين تخضع لحالات احتمال الوقوع في خطر جسيم، والتي تسمح لهم بالبقاء طبقا لقوانين الاتحاد الأوروبي، حيث أنها تقدم الحماية من الترحيل لتجنب إلحاق ضرر جسيم بهم في حالة خروجهم من هناك. وبالتالي فيمكن للسلطات الألمانية السماح للأسرة السورية بالبقاء على الأراضي الألمانية لمدة عام، إلا أنه لن يتم السماح لهم بإحضار أي من أفراد العائلة لزيارتهم في ألمانيا.
وتقول صحيفة "ديلي ميل" إن الحماية يمكن تجديدها مرتين، بحيث يتم السماح لهم بناء عليها لمدة عامين، وخلال تلك المدة إذا ما تمكن اللاجئون من الحصول على وظيفة وإجادة اللغة الألمانية بشكل كاف، فيمكن السماح لهم بالبقاء.

المتحدثة باسم المكتب الاتحادي للهجرة أكدت أن اسرة أنجيلا الصغيرة، لا يتم التعامل معها باعتبارهم لاجئين لأنهم وصلوا إلى الأراضي الألمانية عبر ممر آمن، حيث أنهم ذهبوا إلى ألمانيا عبر الأراضي التركية. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الغالبية العظمى من المهاجرين السوريين إلى ألمانيا ذهبوا إلى هناك عبر دولة أخرى، وهو ما يفسر العدد القليل من السوريين الذين منحتهم السلطات الألمانية الحق في اللجوء.

وكانت السلطات الألمانية منحت حوالي 150 ألف سوري حق اللجوء على أراضيها، وهو ما يسمح لهم بالبقاء هناك لمدة ثلاث سنوات ، إلا أن حوالي 93 ألف سوري تم منحهم حق الحماية الفرعية على غرار أسرة حمزة.

وعلى الرغم من رد الفعل العنيف لسياسات المستشارة الألمانية حول قبول المهاجرين القادمين من سوريا، والتي أدت إلى دخول أكثر من 1.1 مليون سوري إلى الأراضي الألمانية خلال العام الماضي، فإن ميركل مازالت تحظى بشعبية كبيرة، حيث تصب التوقعات في صالحها خلال الانتخابات الألمانية المقبلة والمقررة في أواخر العام المقبل.