مواجهات بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي

حطمت الطائرات الحربية الإسرائيلية غزة بالصواريخ، بعد يوم من الغضب على إعلان ترامب عن القدس، حيث أصابت الضربات الجوية 15 شخصًا، وكانت طائرات الاحتلال قد أطلقت تلك الصواريخ على القطاع، السبت، ردًا على إطلاق صواريخ على إسرائيل خلال احتجاجات عنيفة بعد اعتراف الرئيس الأميركي ترامب بالقدس عاصمة للبلاد.

وتضمنت الأهداف موقعين لتصنيع الأسلحة ومجمعًا عسكريًا وترسانة, وذكرت تقارير في غزة أن 15 شخصًا أُصيبوا في الغارات، بما في ذلك صبي يبلغ من العمر ستة أشهر، وقال مسؤولون إن اثنين من أعضاء حركة "حماس" قُتلوا في غارة على مركز حماس في "نصيرات" وسط قطاع غزة، وكان الهجوم ردًا على إطلاق صواريخ من قطاع غزة، الجمعة، ما أجبر مدنيون إسرائيليون في جنوبي البلاد للجري بسبب صفارات الإنذار الجوية للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات، حيث سقط صاروخًا واحدًا، بينما الآخر أُسقط بنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وسقط آخر في مدينة "سديروت" جنوبي إسرائيل، ما أسفر عن تدمير الممتلكات ولكن لم يسفر عن سقوط ضحايا.

وتوجهت قوات الإحتلال باللوم إلى فلسطين بسبب الوفيات والإصابات الناجمة عن انتقامها, وقالت في بيان: "الجيش الإسرائيلي يحذر من إطلاق النار على المجتمعات الإسرائيلية بشدة, وحماس هي المسؤولة الوحيدة عما يحدث في قطاع غزة"، ودمرت الشرطة الأعلام الفلسطينية وألقت القبض على اثنين قبل أن تغلق الشارع, ثم ألقوا بمجموعة من القنابل الصاعقة، تلتها هجمات عسكرية لدفع المتظاهرين إلى الوراء.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى تكثيف الجهود بعد قرار ترامب الأربعاء الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه سيرفض مقابلة نائب الرئيس الأميركي "مايك بينس" في وقت لاحق من هذا الشهر، وطالب وزير الخارجية الفلسطيني برفع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الموضوع.

وقد تم نشر تعزيزات الجيش الإسرائيلي بأعداد كبيرة على المستوطنات في الضفة الغربية، في محاولة للدفاع عنها ضد الهجمات المحتملة على البؤر الاستيطانية اليهودية، وقد أحصى جيش الاحتلال العدد الإجمالي للمتظاهرين خلال "يوم الغضب" الذي وقع السبت، وهو أقل بكثير من المخاوف، لكنه أكد أن الاشتباكات قد تستمر لعدة أيام, ومن المقرر أن يجتمع القادة الأحد، لمراجعة الوضع واتخاذ قرارات بشأن عدد القوات في الأيام المقبلة.

وقُتل فلسطينيان وأصيب المئات في نحو 30 احتجاجًا عنيفًا في غزة والضفة الغربية والقدس, وتعاني الأغلبية من استنشاق الغاز المسيل للدموع, كما أصيب أحد عشر شخصًا بنيران حية, غير أن الاشتباكات كانت أقل حدة مما كان يُخشى، ويبدو أنها لا تُقارن بأي انتفاضة  أخرى، أو بالانتفاضة الفلسطينية .

وكان قد دعا زعيم حماس "إسماعيل هنية" إلى التظاهر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى أن يتم تدمير الدولة اليهودية، قائلًا: "سنلتزم بالخطة الإستراتيجية حتى نصل إلى النقطة الأخيرة ونُحرر القدس وكل أرض فلسطين"، وكتب المسؤول الإسرائيلي عن المناطق الفلسطينية متحدثًا على موقع "فيسبوك" باللغة العربية يدعو إلى الهدوء، وأفاد الميجور جنرال "يواف موردخاي": "المتطرفون يريدون إثارة الشارع بأكاذيب وتشوهات لأن هذه حرب دينية, أُحثكم على عدم السماح للثوار بتدمير عطلات عيد الميلاد, فإسرائيل تحافظ على الوصول إلى الأماكن المقدسة للجميع ، وأي شخص يقول خلاف ذلك كاذب ".

وواصل المسؤولون الإسرائيليون الإشادة بتصريحات ترامب يوم الأربعاء للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث وصف رئيس بلدية القدس "نير بركات" أنه التاريخ الذي يقف فيه رئيس العالم الحر إلى جانبهم، مشيدًا بالقادة الذين سيفعلون ما هو صحيح على الرغم من التهديدات والتحريض من المنطقة.

وفي الوقت ذاته، دعا رئيس السلطة الفلسطينية، لإدانة قرار ترامب من قِبل المجتمع الدولي، وقال "إن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة للعمل كوسيط في عملية السلام"، وقد استقالت "دينا باول"  الخبيرة المخضرمة في شؤون الشرق الأوسط والتي كانت جزءً رئيسيًا من فريق ترامب الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، وكانت مستشارًا سابقًا "لغاريد كوشنر" وعملت في وزارة الخارجية تحت قيادة  "جورج دبليو بوش" على ملف العلاقات مع الدول العربية .

واستمر المجتمع الدبلوماسي الدولي في محاولة فهم تحرك "ترامب" غير المسبوق للاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، وقد اجتمع مجلس الأمن الدولي، بناء على طلب ثمانية من أعضائه الـ 15 ومن بينهم بريطانيا وفرنسا، معلنًا أن "وضع القدس يجب أن يتم تحديده من خلال المفاوضات", وحثت بريطانيا الولايات المتحدة على تقديم خارطة طريق مفصلة للسلام بين الجانبين.