مقديشيو ـ عادل سلامة
نشر الكاتب البريطاني، جيسون بورك مقالًا في صحيفة "الغارديان" البريطانية، يروي من خلاله المأساة التي يعيشها أطفال الصومال، وذلك في ضوء زيارة قام بها إلى هناك حيث شاهد أن أطفالاً يموتون بسبب سوء التغذية والإلتهاب الرئوي.
وبحسب ما ذكر فإن هناك أكثر من 350 ألف طفل مهددون بالموت الوشيك، كونهم يحتاجون إلى العلاج، لكنهم يبعدون عن المراكز الصحية بمسافة نصل بـ90 ميلاً، علاوة على غياب الرعاية والاهتمام الدولي لما تعانيه البلاد من جفاف شديد.
ويبدو أن الكاتب يحمل الحكومة الصومالية، جزءًا كبيرًا من المسؤولية، حيث أشار الى أن الديون التي تعاني منها البلاد والتي تسببت فيها الحكومة، سببا في حالة الجفاف التي يدفع ثمنها أطفال اليمن من معاناة، متمثلة في سوء التغذية والمرض والموت.
وبحسب ما ذكر، فإنه على الحكومة الصومالية الانتباه الى أن نسبة ديونها الخارجية، وصلت الى 5 مليارات دولار، أي ما يعادل 80% وهذا يعني أنها ستحتاج 60 عاما لكي تتمكن من سدادها، لكن وبحسب المقال فإن الحكومة الصومالية تعي جيدا كيف يمكن أن تتعامل مع دائنيها، ولكنها حرصت على استغلال ما مرت به من حرب باردة، لاستئناف الهوية الاسلامية دورها في المنطقة، مما تسبب في تشكيل العديد من سندات الديون المثيرة للإعجاب.
ويرى الكاتب أنه من الطبيعي أن توصف الصومال بأنها دولة فاشلة، حيث أن هناك العديد من التكتلات العشائرية التي تفتقر للمؤسسات القانونية والمالية والاجتماعية، لذلك فإن هناك العديد من الأفراد والمناطق التي تعاني من الفقر الشديد.
وعملت الصحيفة البريطانية، على تسليط الضوء على الدور التي قامت به الحكومة الجديدة بقيادة محمد عبد الله محمد، حيث أشارت إلى الالتزام بالإصلاح وإعادة الانخراط مع الجهات المانحة، ويصف صندوق النقد الدولي الآن نفسه، بأنه "يشارك بشكل كبير في تقديم المشورة في مجال السياسات" إلى الصومال، وقد تكون قيمة ذلك، ليست العملة الصومالية بحاجة إلى درء المجاعة وبناء الثقة في الحكومة.
جدير بالذكر أن إلغاء الدين سوف يعطي الصومال، إمكانية الحصول على تمويل إنمائي طويل الأجل، ويهيئ الظروف للاستثمار الخاص، ويفتح الباب أمام تيار حيوي من التمويل الإنساني.